نظارات الله ترى أبعد!

قصة واقعية مؤثرة

Share this Entry

في الحديث عن دقة عمل العناية الإلهية تشهد عائلة كاثوليكية أميريكية من قلب حدث واقعي صغير و لكن ذات معنى كبير… تخبر:

كان الجد نجاراً و كانت أحواله الإقتصادية ما دون المتوسط لا بل تلامس الضيق. 
لكن في هذا اليوم بالذات، كان قد قرر أن يقدم تعبه ووقته لبناء بعض صناديق للملابس التي ترسلها كنيسته إلى إحدى دور الأيتام في الصين. و عندما إنتهى من عمله وسلّم للكاهن “ودائعه” و هو في طريقه إلى منزله، بحث في جيب قميصه لإيجاد نظارته، لكنها كانت قد اختفت.
واصل البحث و أتت النتيجة سلبية : لا أثر للنظّارات التي صرف عليها خمسون دولار صباح أمس. كان هذا النجار مسؤول عن ستة أطفال، و طبيعة عمله تحتم عليه دقة النظر، لم يكن لديه خيار: صرف دولاراته الثمينة على النظارات و ها قد ضاعت الآن…
إسترجع الأحداث في رأسه ، ثم أدرك ما حدث: لا بد أنها قد و قعت في واحدة من هذه الصناديق، التي كان قد مسمرها بيديه و هي الآن متجهة الى الصين!!
و هو في طريق العودة إجتاحه مزيج من الحزن و الغضب : فهو الآن مجبر على شراء زوج آخر!!
“هذا ليس عدلا” صرخ لله من وراء مقود سيارته ، و بلهجة محبطة عاتبه : “لقد كنت مخلصا جدا في إعطاء وقتي لعملك، أهكذا تكافئني ؟؟؟”

و بعد مضي بضعة شهور على هذا الحادث الصغير، دعا الكاهن النجار الى قداس سوف يشارك فيه مدير ملجأ الأيتام في الصين و الذي أحب أن يعطي كلمة شكر للكنائس الداعمة له في خلال إجازته في الولايات المتحدة.
ذاك الأحد، بدأ المرسَل بشكر الشعب لأمانته في دعم دار الأيتام، وقبيل نهاية الحديث قال:

“لا بد لي أن أشكركم على النظّارات التي أرسلت العام الماضي. ففي بداية السنة المنصرمة كنا قد تلقينا “زيارة” غير محببة من الشيوعيين: قاموا بتدمير كل شيء في دار الأيتام… ” بما في ذلك نظارتي” أضاف مبتسماً… ” لقد كنت يائس. لم يكن لدي المال، فهناك ما هو أهم من شراء نظارات جديدة، و مع الوقت إزداد الأمر سوء: فمع عدم القدرة على رؤية جيدة، لقد واجهت الصداع، حتى أن بعض المقرّبين أخذوا يصلون على هذه النية. ثم وصلت الصناديق الخاصة بكم. و عندما تم إزالة الأغطية، وجدنا النظارات فوق الملابس المتكدسة. و عندما قمت بتجربتها كان الأمر و كأنها مخصصة لحالتي… كنت شاكراً للعناية الإلهية…. وشكراً لكم مرة جديدة!!!”
صفق الجمع و لكن لم يفهم أحد من أين أتت هذه النظارات، غير أن أحد الجالسين في الصفوف الخلفية كان يختنق بدموع صامتة: لقد أدرك النجار أن المعلم إستخدمه في زرع نعمة خاصة بطريقة غير إعتيادية!!!

كثيرة الأحيان التي نلوم بها الله على بعض المضايقات التي “يسمح” أن نتعرض لها و لا نفكر أنه قادر على تحويل كل شر الى خيرٍ أعظم بطريقة تتخطى فهمنا و توقعاتنا..
فلنسلم بثقة كل أحداث حياتنا صغيرة كانت أو كبيرة الى عنايته الإلهية، و سوف نكون حتماً من الشاكرين… و علّنا لاننسى أبداً أنه في يوم ما:
من شر خطيئة آدم وألم الصليب أوصلتنا عنايته إلى معرفة مجد يسوع المسيح. 

Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير