"إنّ الكنيسة هي بيت يسوع، بيت رحمة يستقبل الجميع فلا يحق للمسيحيين أن يوصدوا الباب في وجههم" هذا كان جوهر عظة البابا اليوم في أثناء القداس الصباحي الذي ترأّسه في دار القديسة مارتا متحدثًا عن الأشخاص الذين يبحثون عن يسوع الذي يفتح الباب أمامهم أما نحن فنوصد الباب في وجههم.
لا تقفوا أمام الذين يبحثون عن يسوع
انطلق البابا من قراءة من سفر حزقيال (47: 1 – 12) ليخبر عن "المياه الشافية" ذاكرًا: "كل نفس حية تزحف حيث يبلغ النهر تحيا، ويكون السمك كثيرًا جدًا، لأنّ هذه المياه قد بلغت إلى هناك، فكلّ ما يبلغ إليه النهر يُشفى ويحيا. وعلى النهر، على شاطئه من هنا ومن هناك، ينشأ كل شجر يؤكل؛ ولا يذبل ورقه، ولا ينقطع ثمره، بل كل شهر يؤتى بواكير، لأنّ مياهه تخرج من المقدس، فيكون ثمره للطعام، وورقه للشفاء". وأما إنجيل اليوم (إنجيل القديس يوحنا 5: 1 – 16) فذكر أنّه توجد بركة في أورشليم عند باب الغنم يُقال لها بالعبرية بيت ذاتا ويوجد إلى جانبها رجل عليل منذ ثمان وثلاثين سنة وهو لا يجد أحدًا يساعده لكي ينزل في المياه عندما تفور المياه حتى يشفى "فبينما أنا ذاهب إليها ينزل قبلي آخر". فأتى ردّ يسوع: "قم فاحمل فراشك وامشِ".
"إنّ ذلك لم يعجب اليهود البتّة لأنه قام بأعجوبة الشفاء يوم السبت! إنها قصة تتكرر أكثر من مرة في أيامنا هذه: "كم من المرات نعرف رجلاً أو امرأة يعيشان الحزن والألم نتيجة خطايا كثيرة اقترفاها في حياتهما وعندما يشعران أنّ المياه بدأت تفور داخلهما أي بدأ الروح القدس يحرّك شيئًا في قلبهما كمثلاً يقولان: "آه حسنًأ سوف أذهب!... عليّ أن أتشجّع وأمضي"، نوصد الباب في وجههم في جماعاتنا المسيحية ونقول لهم: "لا ولكن عليكم أن تذهبوا الى القداس أولاً ولا نقوم بشيء آخر". نحن نكون في مرات كثيرة تمامًا مثل اليهود نحطّم قلوب الناس عوض مساعدتهم".
الكنيسة هي بيت يسوع
"هل فعلاً أبواب كنائسنا هي مفتوحة للجميع؟ وإن لم يجد الناس المجروحون أبواب الكنيسة مفتوحة ماذا يفعل يسوع؟ هل يصرخ علينا؟ كلا! بل إنه يحمل كل شيء على أكتافه وهذا ما يسمى بالرحمة، هو من قال: "أريد رحمة لا ذبيحة" فأخبروا عن رحمته".
المحبة هي الشريعة
"من أنت حتى تغلق باب قلبك أمام رجل أو امرأة يريدان أن يحسّنا حياتهما وأن ينخرطا في شعب الله لأنّ الروح القدس قد عمل في قلبهما؟" وختم البابا: "إنّ الصوم يساعدنا على عدم اقتراف خطأ من يجهلون محبة يسوع. نحن نسأل الرب اليوم ونقدّم هذا القداس على نيتنا وعلى نية كل شخص منا وعلى نية كل الكنيسة حتى نميل الى يسوع والى رحمته وهكذا تصبح الشريعة تامة لأنّ الشريعة هي محبة الله ومحبة القريب كحبنا لنفسنا".