العديد من الفتيات يحلمن بأن يمسكن يد فتى جذّاب جميل وقوي، لكن قد يحدث أن ينتهي الأمر بهن، بخذلان أو حتى بلكمة وضربة أو اسماعهن كلامات نابية وغير أخلاقية تخدش الحياء، وتقشعر لها الأبدان.
إذا كيف علينا ان نحمي الفتيات من أمثال هكذا فتيان؟ هناك علامات تساعدنا في تلمس إشارات العنف، وهي التالية:
١- العلامة الأولى: علينا أن ننبه الفتاة بأن هناك دوما إمكانية حدوث عنف مع الأصدقاء لاسيما الفتيان منهم، فالحياة ليست طريقا معبدة بالورود، وليس الجميع يمتلك تربية عائلية صالحة مبينة على قيم المسيح والكنيسة، فلكل شخص تاريخه الخاص، فعلى الفتاة أن تأخذ هذه المعطيات بعين الإعتبار، وتضعها كحلقة في أذنيها.
٢- العالامة الثانية: الفتيان العنيفون، هم من افتقدوا الى القدوة الصحيحة والخيّرة في المنزل، بسبب غياب نموذج الوالد المحب الرقيق المتفهم والمتسامح... وقد يشبّون على عنف قوي وخطير، فيصبح لديهم ميل إلى ممارسة العنف، فعندما يقعون في مشكلة ما، تراهم يتصرفون كما تربوا، أي باستعمال العنف.
وكم هناك من فتيات كنا ضحايا عنف الفتيان العنيفون، فوقعن في فخ الضرب أو الإتجار بهن، أو حتى قتلهن بدم بارد؟؟
٣- العلامة الثالثة: على الفتاة أن تأخذ بعين الإعتبار، أن كثرة الإتصالات والرسائل الإلكترونية المرسلة إليها من قبل مراهق يريد صداقتها، والتي تتميز بالكثرة ولا تعرف الهدوء بل تصل أحيانا الى درجة الإزعاج، يدل على أن هذا الأخير، لديه هوس جامح وغير مسؤول وغير منضبط، أنه متقلب المشاعر عنيف في عواطفه، ويبغي السيطرة الجامحة على مشاعر الفتاة، لتخضع في النهاية إلى إغوائه ومرامه.
ولا ننسى أننا كرجال، نحمل في تاريخنا البدائي، أننا يوما ما كنا صيادين!!
٤- العلامة الرابعة: مضمون الرسائل، غالبا ما تتضمن لهجة محمّلة بالتسلط الباطني المتستر تحت أشكال الحشرية، والغيرة، والكلام المنمّق المعسول، يحاول أن يقصي الفتاة من القيام بصداقات متنوعة مع العالم الخارجي، وبإيهامها بوعود وردية غير قابلة للتحقيق، فعلى الفتاة أن تدرك هذه القاعدة : بأن فترة المراهقة هي فترة عشق صورة الذات - النرجسية، الى درجة الهوس بها، فمالراهق يحب صورته في الفتاة...
حماية الفتاة تكمن دوما في الصداقات المختلطة والصحيحة.
٥- العلامة الخامسة، مؤشرات الخطر: إن توافر في الفتى مؤشرات تدل على العنف، فعلى الفتاة أن تبتعد عنه بشكل سريع. وأخطرها: فقدان الثقة بالنفس، عدم احترام الذات، تورط في المشاكل بشكل دائم، غياب لفضيلة العفة، لا يعير الإهتمام لمدرسته ولتحصيله العلمي، غامض، مخادع، لا يمكن الوثوق به أو الإعتماد عليه، أناني حاقد، مهووس بالسيطرة والقمع، ينتقد دوما، لا يحب الإختلاط في المجموعات الخيّرة، غير ممارس لحياة روحية صحيحة، يعاشر أولاد السوء، لديه أفكارا خاصة وربما ممارسات وخطيرة حول العلاقات الجسدية المبكّرة...
٦- العلامة السادسة، جذور العنف: إن العوامل التي أشرت إليها سابقا، تشير إلى أن الفتى العنيف، لا يمكن أن تبنى معه علاقة صداقة صحيحة، فعلى الفتاة اجتنابه قدر المستطاع لأن حياتها في خطر !! فلتتذكر، بأن جذور العنف الأسري يبدأ في عائلة فترت فيها المحبة وغاب عنها الغفران والمسامحة، بل ثقافة الأحقاد حياتها ونهجها ولغتها.
٧- دور الأهل في حماية الفتاة: فمن الآن وصاعدا، علينا أن نبث بين أولادنا المراهقين والمراهقات، ثقافة العيش السعيد المؤسس على نوعية علاقات جيدة ومستقيمة، فلنبحث عن عائلات تربي أولادها على قيم راقية يسود فيها جو الصدق والصلاح والمحبة. فدورنا كأهل يتطلب منا الإنتباه والوعي والتذكير والإرشاد وتمحيص العلاقات، فمن المفيد مثلا، أن نقوم بزيارة تعارف لدى أصدقاء أولادنا، لنتأكد من جو الإطار العائلي لديهم، لأنه يكشف لنا واقع الأصدقاء، فلنسأل ذواتنا التالي: هل يوجد تفاهم في البيت؟ طلاق؟ انفصال؟ كحول؟ نظافة المنزل؟ كيف استقبلنا؟ إنها علامات تسهم بشكل كبير في إيضاح صورة الأبناء ولاسيما الإطار الذي يتألف منه جو الصداقات.
ولكن يبقى الحوار الداخلي مع الفتاة سيد الموقف، لأنه يساعدنا في اكتشاف ما يدور في رأسها من أفكار وهواجس وأحلام، فلنحذر من استعمال لغة التهديد معها لانه يقطع التواصل، ويضع الفتاة في حالة انعزال.
فعلى الفتاة بدورها أن ترسخ في نفسها هذه القناعة: انه لا يمكن ان ترتبط برجل المستقبل يحمل تاريخا حافلا بالعنف، وألاّ تقع في خدعة "الفتاة المعجزة" أو تدعي لنفسها موهبة الشفاء لحبيبها العنيف والمعنّف، لأن الحب الحقيقي ينفر من الغباء والطيش والكبرياء، بل ينشد دوما المعرفة والصبر والتعاون والصلاة والإلتزام والتضحية، والحوار والمرافقة، ويحتاج إلى ذوي خبرة واختصاص.