أربع سنوات مضت والدمار لم يتوقّف في سوريا! مبادرة "شعلة الأمل والسلام لسوريا" تتابع مع البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك الذي دعا الى تخصيص يوم الأحد 15 آذار للصلاة والصوم على نية إنتهاء الحرب في سوريا لكي يعمّ السلام من جديد في ربوعها قائلاً: "نحن نؤمن بقوّة الصلاة والصوم في زمن الصوم الكبير ونحن ندعو الى يوم تضامن مع سوريا، يوم صلاة وصوم على نية الرجاء والسلام في سوريا".

وكان قد ذكر البطريرك لحام في رسالة الصوم من قبل قائلاً بأنّ "الصوم مسيرة درب الصليب، ونحن في العام الخامس من درب صليب بلادنا العربية، لا سيما في سوريا والعراق وفلسطين، وأيضًا في لبنان الذي يتأثر بطريقة مأساوية بالحروب، التي تستعر حوله، وهو الذي استقبل على مراحل نازحين ولاجئين من فلسطين (منذ عام 1949) ومن العراق (منذ أعوام وعلى دفعات)، ومن سوريا (منذ عام 2011). جلجلة بلادنا واسعة جدًا، إنها مأساة من أكبر مآسي التاريخ في المنطقة، لا بل في العالم منذ الحرب العالمية الثانية".

فلنتذكّر دائمًا بأنّ "هذا الجنس من الشيطان لا يخرج إلاّ بالصلاة والصوم" (متى 17: 21) فالصلاة من القلب لم تخيّب يومًا صاحبها متمسكين بالرجاء ورافضين ترك شعلة الأمل تنطفىء في قلوبنا مثلما طلب منا البابا فرنسيس في أكثر من مناسبة.

هذه هي الأسس اللاهوتية لحبرية البابا فرنسيس

لا شك أن خورخي ماريا برغوليو هو شخصية ذات كاريزما، إلا أن هذه الصفة المرغوبة بشريًا ليست المكون الأساسي في هوية البابا. ما لا يجب أن ينقص البتة هو التجذر اللاهوتي. في كتاب صدر بالتزامن مع مرور عامين على انتخاب البابا فرنسيس، يُقدم لنا الكاردينال فالتر كاسبر تحليلاً لاهوتيًا لحبرية البابا الحالي.

البابا فرنسيس: نحن خَدَمة للمصالحة بفضل نعمة الله

استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر الخميس في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين بالدورة التي تنظمها محكمة التوبة الرسولية حول سرّ الاعتراف وللمناسبة ألقى الأب الأقدس كلمة رحب بها بضيوفه وقال: تشكل الأسرار مكان قرب الله وحنانه تجاه البشر؛ إنها الأسلوب الملموس الذي من خلاله يأتي الله للقائنا. ومن بين هذه الأسرار، يُظهر سرّ المصالحة بفعاليّة خاصة وجه الله الرحوم. لا ننسينَّ هذا الأمر أبدًا كتائبين وكمُعرّفين: لا توجد أي خطيئة لا يمكن لله أن يغفرها! وفي ضوء عطيّة الله الرائعة هذه أرغب في التوقف عند ثلاث نقاط ضروريّة: عيش السرّ كأداة للتربية على الرحمة، السماح للسرّ الذي نحتفل به بأن يُعلّمنا، المحافظة على نظرنا موجّهًا نحو الله.