استرد المسلحون الأكراد في سوريا بلدة تل حميس التي كانت الدولة الإسلامية قد سيطرت عليها بعد معركة مستعرة مع مسلحي الدولة الإسلامية وتم هذا الإنجاز بمواكبة طيران حليف أميريكي بحسب ما نقلته إذاعة الفاتيكان ويعتبر هذا الإنتصار مهمًّا جدًّا لأنه أولا أسفر عن تحرير بلدة تل حميس بالكامل وثانًيا، سيقف بوجه الإمدادات الرئيسية التي تصل للدولة الإسلامية في العراق.

ولكن لم يشف الجرح بعد ولم تكمن وتيرة الحرب فلا يزال القلق يهيمن على وضع ال350 مسيحي الذين اختطفتهم الدولة الإسلامية ولذلك أجرت إذاعة الفاتيكان مقابلة مع الأب اليسوعي مراد أبو سيف للبحث في الوضع الراهن في سوريا وفي الحلول التي يجب اللجوء اليها بعد أن سيطر هذا العنف الكبير على سوريا كما على بلدان أخرى.

أكد الأب أن الشر لمس الجميع من مسيحيين ومسلمين على السواء لأنهم يعيشون معًا في ذلك البلد هم جيران وإخوة بالإنسانية والآن سوريا كلها تعاني ولكن لربما يكون المسيحيون أكثر قلقًا بشأن مستقبلهم وهم يحاولون اليوم فهم الواقع الصعب وما يدور حولهم وأملهم بالمستقبل ضئيل جدًّا ومستقبلهم مقلق جدًّا ولكن اليوم هم يعيشون مثل غيرهم. هذا وأضاف بأن المسيحيين هم ضحايا لعدة انتهاكات وهم لا يعاملون على أساس أنهم أقليات فحين كانت المجموعات المسيطرة تهيمن على مدينة يقطنها مسيحيون كانوا يعدمون ويضطهدون ويبدو بأن هذا يمثل رسالة الى الغرب كرسالة التي رأينها في إعدام الأقباط ال21.

سئل الأب إن كانت الدولة الإسلامية تسعى الى التاُثير على الغرب من خلال مسيحيي سوريا فأجاب بأن هذا ما نفهمه مما يحصل حاليًّا. أما عن ردة فعل المجتمع الدولي المطلوبة حيال هذا الموضوع، وعن عدم أخذه التدابير اللازمة حيال ما يحصل في سوريا اليوم وفي المنطقة ككل أجاب الأب اليسوعي أنه شعر بأن المجتمع الدولي غير مهتم بما يحصل فهم برأيه وبحسب الإذاعة عينها، لم يحركوا ساكنًا وكأن الوضع الدائر في سوريا لا يعنيهم ولم يمسهم بشيء. هذا وتابع الأب بأن الموضوع لا يتوقف على سوريا فقط، فالأمر أصبح شبه مرض يضرب العالم كله، واليوم يعتبر وكأنه مرض مستعص يتغلغل في العالم لذلك من المهم أن يتم اتخاذ تدابير مختلفة ويحب أن يعي الجميع مدى خطورة ما يحصل.

اسْتِعْدَادُ الصَّوْمِ أحد الأبانا والكنوز

يأتي استعداد الصوم كمحطة للرفاع ، لرفع الاهتمام باستعداد لدخول ميدان طلب بر الملكوت، وهو استعداد حربي على (جبل تجربة الحياة) نرفع فيه حياتنا بجملتها لنعيش حياة البر الحقيقي الذي ينحصر في طاعة الوصية الإلهية؛ حيث أن الله مخفي في وصاياه ، وتبعيته تأتي مع ( الكنيسة) ضمن جيش الصوامين المجندين له من دون ارتباك؛ ليحيوا فيما تجندوا له من غير انقسام؛ رغم كل الظروف، وهو ما تم التعبير عنه بإعلان “احترزوا من أن تصنعوا” أعمال التقوى الحقة من (صوم وصلاة وصدقة)؛ طلبًا للمجد الفارغ والشهرة والنجومية ، لأن عبادتنا ليست تمثيلاً ونظارة أو فُرجة مسرحية؛ كي ينظرها الناس، فنفقد أجرتها وبركتها وقيمتها الروحية العملية .