البابا: الحياة الكهنوتية المثمرة تكمن بالطريقة التي يرتاح فيها الكاهن

في عظته الصباحية خلال قداس الميرون

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

“الذي تثبت يدي معه. أيضا ذراعي تشدده” (مز 89: 21)، بهذه الكلمات وبحسب ما نقلته إذاعة الفاتيكان، استهل البابا فرنسيس عظته الصباحية اليوم محتفلًا بقداس الميرون من الفاتيكان، شارحًا أن هذا ما يعنيه الرب حين يقول “وجدت داود عبدي وبدهن قدسي مسحته.” (الآية 20)، والأمر نفسه يقوله حين “يرحّب” بكاهن جديد، ويتابع: ” أما أمانتي ورحمتي فمعه، وباسمي ينتصب قرنه وأجعل على البحر يده، وعلى الأنهار يمينه هو يدعوني: أبي أنت، إلهي وصخرة خلاصي.” (الآية 24، 26).

شرح الأب الأقدس أنه من الجيد الاستعانة بالمزامير في هذه المناجاة مع الله، لأنه يتكلم عن كل كاهن، وكل راع، وقد أوصى ابنه يسوع قائلًا أن الذين يحبونه يمكنهم أن يتوجهون إليه أيضًا قائلين: “أنت أبي أنا أيضًا.” إن كان الله مهتمًّا جدًّا في مساعدتنا نحن الكهنة فهذا لأنه على يقين بأن محاولاته لتثبيتنا ستتعبنا ونحن نختبر الأمر بعدة طرق: من التعب الذي نشعر به في تبشيرنا اليومي الى خوفنا من المرض والموت والاستشهاد.

تابع فرنسيس موضوعه متوقفًا حول تعب الكهنة وطرح سؤالًا: “هل تعلمون كم من مرة أفكر بهذا الذي نختبره؟ أنا أفكر به وأصلي بخاصة حين أشعر بالتعب أنا أيضًا. أصلي من أجلكم ومن أجل مسيرتكم بين شعب الله الذي أعهده اليكم فغالبًا ما تكونون في أماكن خطيرة. إن هذا الخوف الذي نشعر به يتصاعد الى السماء كالبخور مباشرة الى قلب الله.” كما أن الله يعلم بخوفنا كذلك مريم تعلم وهي تحمله له لأنها وكأم لنا تعلم متى يشعر أولادها بالخوف وكما فعلت في عرس قانا ستتوجه الى ابنها بالقول: “لم يعد لديهم خمر.” (يو 2: 3). لم يغفل البابا عن ذكر الراحة، فالراحة أيضًا هدية من الله وحذر الكهنة ألا ينسوا هذا الموضوع، فحين تثقلهم الأعمال الكهنوتية يمكنهم أن يتوجهوا الى الرب لأنه هو الذي قال “تعالوا الي يا مثقلي الأحمال وأنا أريحكم”، ومن هنا من يسلم أمره للرب بعد التعب الذي عاناه يتجدد والذي يثبت شعب الله بمسحة الزيت سيمسحه الله أيضًا: “لأُعْطِيَهُمْ جَمَالاً عِوَضًا عَنِ الرَّمَادِ، وَدُهْنَ فَرَحٍ عِوَضًا عَنِ النَّوْحِ، وَرِدَاءَ تَسْبِيحٍ عِوَضًا عَنِ الرُّوحِ الْيَائِسَةِ.” (أشعيا 61: 3).

شدّد الحبر الأعظم ودائمًا بحسب إذاعة الفاتيكان، على أن الحياة الكهنوتية المثمرة تكمن بالطريقة التي يرتاح فيها الكاهن وبالطريقة التي ينظر الى تعامل الله مع خوفه وكم من الصعب أن نتعلم كيف نرتاح! “هذا يدل كثيرًا على موضوع ثقتنا وموضوع معرفنتا بأننا نحن أيضًا خراف.” من هنا اقترح البابا سلسلة أسئلة تساعد الكهنة في هذا الموضوع: “هل أعلم كيف أستريح من خلال ما يقدمه لي شعب الله من حب وامتنان وحنان؟ هل يرتاح الروح القدس في وقت خوفي أو يبقيني مشغولا؟ هل أعلم كيف أبحث عن كاهن حكيم لألتمس منه المعونة؟ هل أعرف كيف آخذ استراحة من نفسي ومن المتطلبات التي أفرضها على نفسي؟ هل أعلم كيف أمضي الوقت مع يسوع، والآب، والعذراء مريم، والقديس يوسف والقديسين كافة، وكيف أجد الراحة في مطالبهم السهلة وفي فرحهم برفقتي وفي اهتماماتهم التي تتعلق فقط بمجد الله؟ هل أعرف كيف أرتاح من أعدائي تحت جناحي الله؟ هل أهتم بطريقة كلامي وتصرفاتي أم أسلم أمري للروح القدس الذي سيعلمني ما احتاج أنا أقوله في كل ظرف؟ هل أقلق كثيرًا، أو أجد الراحة كبولس حين قال: “لأني عالم بمن آمنت.” (2 تيم 1: 12)؟

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

نانسي لحود

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير