البابا: مخاوف الكاهن طبيعية ولكن مع المحبة يواجهها!

في عظته خلال احتفاله بقداس الميرون

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

توقف البابا عند قراءة اليوم التي تصف عمل الكاهن الذي يقضي على حمل البشرى السارة للفقراء، وإعلان الحرية للسجناء، وشفاء العميان، وتحرير المضطهدين، ولإعلان سنة صلاح الرب. ومن جهته ذكر أشعيا أيضًا: مواساة الحزانى وإراحة المنكوبين. علّق البابا على هذه المهام بحسب ما نقلته إذاعة الفاتيكان، قائلا أنها ليست سهلة لأنها تدعو الى القدرة على إظهار التعاطف مع الآخرين، “فنفرح مع الذين يتزوجون، ونضحك مع الأولاد الذين يعمدون، ونرافق الخطاب والعائلات، ونعاني مع الذين يطلبون مسحة المرضى لمريضهم القابع في سرير المستشفى، ونبكي مع الذين يدفنون موتاهم…وهذا يرهق قلب الكاهن، ولكن هذه هي الحياة الكهنوتية أن نكون على مقربة من شعب الله وبالمقابل هذا ما يملأ قلوبنا خوفًا.”

الى جانب ذلك ووفقًا للموقع عينه، أراد البابا أن يشارك مع الكهنة أشكال الخوف التي يشعر بها الكاهن أو الحالات التي يمر بها ومنها الخوف من الناس، من الحشود وقدّم مثل الحشود التي كانت تتبع يسوع لتصغي الى كلمته أو لتقدم إليه ولدًا ليشفيه، هؤلاء كان الحماس يتملكهم لرؤية المعلّم ولم يفسحوا له في بعض الأوقات مجالًا ليأكل ولكن الرب لم يتعب أبدًا من التواجد مع الناس، لذلك فإن هذا الخوف نعمة على جميع الكهنة أن يلتمسوها، “وكم هو جميل أن يحب الناس رعاتهم ويحتاجونهم!” وأضاف: “نحن أصدقاء العريس، هذا هو فرحنا إن كان يسوع هو الراعي في وسطنا، لا يمكننا أن نكون رعاة حزانى يمكن أن نخاف نعم، ولكن مع فرحة أولئك الذي يسمعون الرب يقول: “تعالوا يا مباركي أبي.” (متى 25: 34).

كما نصادف أيضًا التعب من الأعداء فالشيطان وأتباعه لا يحتملون كلمة الله فيعملون لإسكاتها وهنا يكون التعب في مواجهتهم عاينا الدفاع عن قطيعنا لأن الشرير محتال وقادر أن يدمر في لحظة كل ما سعينا الى بنائه وهنا علينا أن نسأل نعمة أن نتعلم الابتعاد عن الشر والنميمة ولا ندعي الدفاع كرجال خارقين عما ينبغي لله وحده الدفاع عنه.

بالإضافة الى ذلك نجد التعب من أنفسنا وهو الأخطر، هو التقرب من الدنيوية الروحية كما أسماه البابا فبحسب ما جاء في سفر الرؤيا: “إِنَّكَ تَتَحَلَّى بِالثَّبات، فتَحَمَّلتَ المَشَقَّاتِ في سَبيلِ اسْمي مِن غَيرِ أَن تَسأَم. ولكِنَّ مَأخَذي علَيكَ هو أَنَّ حُبَّكَ الأَوَّلَ قد تَرَكتَه” (رؤيا ۲، ۳- ٤)، وحده الحب يمنح الراحة والصورة الأكثر عمقًا عن كيفيّة تعاطي الرب مع تعبنا الراعوي هي في هذه الآية: “وكانَ قد أَحَبَّ خاصَّتَه…، فَبَلَغَ بِه الحُبُّ لَهم إِلى أَقْصى حُدودِه” (يوحنا ۱۳، ١): مشهد غسيل الأرجل. أُحبُّ أن أتأمل به كغسيل الإتباع. الرب يطهِّر الإتباع نفسه، هو “يشمل” نفسه معنا (راجع فرح الإنجيل، عدد ٤۲)، يأخذ على عاتقه إزالة كلِّ بقعة، تراكمت خلال المسيرة التي قمنا بها معه.

أخيرًا ختم البابا أننا وفي أسلوب اتباعنا للرب تظهر حالة قلبنا وقروح أرجلنا هي إشارة على كيفية اتباعنا له على الدروب التي سرنا عليها لنبحث عن خرافه الضالة: “إن إتباع يسوع يغسله الرب نفسه لكي نشعر بحقّنا بأن نكون “فرحين”، “كاملين”، “بدون خوف أو ذنب” فيكون لدينا الشجاعة للخروج والانطلاق “حتى أقاصي العالم، إلى كلّ الضواحي” لنحمل هذه البشرى السارة إلى المتروكين عالمين أنه “معنا كلّ الأيام حتى انقضاء الدهر”، ونعرف كيف نتعب تعبًا جيّدًا!”

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

نانسي لحود

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير