وكان قد لفت البابا في حديثه الى أنّ البشرية شهدت ثلاث مآس فظيعة في القرن الماضي من بينها المجزرة الأرمنية وهي “الإبادة الأولى في القرن العشرين” التي ضربت بالشعب الأرمني وأودت بحياة الملايين منهم طالبًا من المجتمع الدولي الاعتراف بهذه الإبادة الشنيعة. إثر هذا التصريح ما كان من تركيا إلاّ أن استدعت على الفور ممثل الفاتيكان في بلادها في اليوم نفسه متهمة البابا فرنسيس بنشر الإدعاءات التي “لا أساس لها” والتي تبثّ الكراهية في النفوس.
وكان قد أشاد رئيس أرمينيا سيرج سركيسيان في حديث آخر بكلام البابا لأنه “سمى الأشياء بأسمائها” و”بإيصال رسالة قوية للمجتمع الدولي” بشأن هذا الخصوص بيد أنّ وزير الخارجية التركية غرّد على موقع تويتر قائلاً: “إنّ تصريح البابا كان بعيدًا كل البعد عن الوقائع التاريخية والقانونية وهذا أمر غير مقبول. لا مكان للمواقف الدينية التي تعلن الإدعاءات التي لا أساس لها وتثير الكراهية”.
وفي بيان آخر، صدر بيان بإسم الوزارة بأنّ الشعب التركي لا يعترف بتصريح البابا “الذي يثير الجدل في كل النواحي وهو مبني على أساس الحكم المسبق الذي يشوّه التاريخ ويخفف من الآلام التي عاناها الشعب في الأناضول أثناء الحرب العالمية الأولى ليحدّها في ديانة واحدة”. كما واتهمت البابا بالانحراف عن رسالته الداعية للسلام والمصالحة إثر زيارته تركيا في تشرين الثاني المنصرم بحسب ما ذكر موقع bigstory.ap.org.
في الواقع لطالما أثارت الجدل كلمة “الإبادة” فالأمم المتحدة عرّفت كلمة “إبادة” سنة 1948 بالقتل والقيام بأعمال تهدف الى تدمير مجموعة دينية أو عرقية، إثنية أو قومية وأما في شوارع اسطنبول فاختلفت الآراء حول تصريح البابا فمنهم من عبّر عن فرحه بالبابا بأنه قال ذلك “فالتاريخ يشهد لذلك” ومنهم من عبّر عن أنّ كلمة “إبادة أرمنية هي ادّعاء خطير”.