ولكن من هو سلفاتور؟ سلفاتور كان إكليريكيًا يتوق لأن يسيم كاهنًا ويحتفل بقداسه الأول إنما فاجأه المرض ليخطف منه الأيام إنما من دون أن يستولي على حلمه! يخبر عنه المونسنيور جيوفاني بيكيير: “بالرغم من أنه وصل الى المرحلة الأخيرة من مرضه إلاّ أنه لم يتخلّ عن حلمه بأن يكون كاهنًا ولم يبخل عليه بأن يرسمه كاهنًا ولو ليوم واحد!” وأما جيوفاني باتيستا بيكييري رئيس أساقفة تراني ففسر: “لا يمكن تقليص دوافع سلفاتور الى مجرد رغبة بسيطة وشخصية بأن يكون كاهنًا بل هي دوافع مدعومة بتمييز دقيق لدعوته. إنّ الألم جعله يشعر باتحاد أعمق بسر المسيح بتوجيه محبته الى كل الأشخاص الذين يتألمون أكثر”.
وكان قد كتب سلفاتور في طلبه: “اليوم أشعر بأني محمول على كتفي المسيح… واليوم إن كنت لن أحتفل سوى بقداس واحد فسيكون ذلك بالنسبة اليّ مشاركة حقيقية في كهنوت المسيح”. في الواقع لا تفارق البسمة وجه سلفاتور وهو ملتزم بالحياة الرعوية وفي شغفه للكتابة. وهو يعلّم التعليم المسيحي أيضًا وكان قد قرر أن يدخل الى الإكليريكية عن عمر ناهز 34 سنة بعد أن عمل في بولزانو.