تشير الدراسة إلى أنّ مراحل الحزن الضرورية التي نختبرها هي 5. وفيما لا وقت محدّد لكلّ مرحلة منها، قد يختلف أحياناً ترتيبها بين شخص وآخر. كما ويمكن لمَن فقد شخصاً عزيزاً أن يعود مجدداً ويختبر إحدى المراحل التي كان قد تجاوزها قبل انتهاء عمليّة الحِداد. أمّا المراحل فسنستعرضها مع شرح صغير.
أوّلاً، هناك النكران. يُعتبر النكران المترافق مع الخِدر وعدم التصديق ردّة فعل طبيعية حيال خسارة أحدهم، لأنّه يحمينا من وطأة الخسارة ويخفّف من صدمة الموت. ومع أنّ البعض يرون النكران لامبالاة، فإنّ هذه المرحلة تتلاشى حالما نتقبّل الخسارة. ثانياً، هناك مرحلة الغضب النموذجيّة عندما نشعر بأننا عاجزين عن فعل شيء. فالخسارة الناجمة عن الموت تخلّف شعوراً بالتخلّي. وكلّما أسرعنا بالإقرار بهذا الغضب، نراه يخفّ تدريجياً ليسمح لنا بدخول المرحلة الثالثة، ألا وهي المساومة. فبحسب جامعة أيوا، تظهر المساومة عندما نشعر بأنه كان هناك ما يمكننا فعله للحؤول دون الموت. إلّا أنّه إن لم تتمّ معالجة الشعور بالذنب وامتصاصه، قد تسمح مرحلة المساومة للذنب بالسيطرة علينا، مما قد يؤخّر عمليّة الشفاء وبلوغ المرحلة الرابعة المتمثّلة بالكآبة. وهذه المرحلة قد تظهر بشكل انقطاع الشهيّة، والعجز عن النوم، واستنزاف الطاقة وانعدام التركيز. من الأعراض الأخرى للكآبة أننا قد نشعر بالوحدة والفراغ والإشفاق على الذات والانعزال، فيما نحن على طريق تقبّل فقدان أحدهم ومتابعة حياتنا. أمّا المرحلة الخامسة والأخيرة فهي التقبّل. وحالما نبلغها، يمكننا التوصّل إلى تفهّم موت أحد أحبّائنا ومتابعة حياتنا. فتكون الخسارة عندها قد اندمجت في حياتنا، ويكون الوقت كفيلاً في فهم الموت واعتباره جزءاً من اختبار حياتنا على الأرض.