المخطط الإلهي

للأسف مازال كثير من المقدمين أنفسهم على انهم معلمين و مبشرين فى برامج لهم يقدمون رؤيتهم الشخصية من دون دعم كتابي – او إرشاد روحي (الروح القدس) …مما يجعلهم يفترضون و يفسرون مبتعدين بمن يتابعوهم أيضا عن الحق فى كلمة الله و الوحي المقدس – بل قد يتمادون إلى محاولة تغيير الكلمات و ما تعنيه حقا و كأنهم أتوا اليوم لتصحيح ما سبق وكتب. ونحن نؤمن و نعترف بأن كل كلام الكتاب المقدس هو من أناس كتبوا وهم مسوقين بالروح القدس . فهل أتوا اليوم ليضيفوا او يصححوا .. الوحي المقدس ؟

Share this Entry

 نعود الى الخلق و الإنسان (الأول) و الخطيئة … و من أجل توضيح المعنى و الهدف المنشود ، كما وأنه تأكيد وإضافة لما سبق طرحه فى المقالات السابقة و المتعلقة بذات الموضوع لذلك سنطرح سؤالين تنحصر فيهما فكرة ومناقشة هذا الموضوع و مدى فهمه ووضوحه لكل من قد يفترض خطأ بأن الأبدية كانت لتدوم وإلى أبد الآبدين على هذه الأرض و بهذا الجسد (الترابي) و فى هذا العالم .

 السؤال الأول: هل هذه الأرض و هذه الحياة كانت لحياة أبدية لو لم يسقط آدم و حواء فى الخطيئة؟؟

السؤال الثاني: ماذا لو لم يخطئ آدم و حواء ! هل كانا سيبقيان فى الجنة (جنة عدن) إلى أبد الآبدين؟ ثم هل كانا سيعرف كل منهما الآخر (تزاوج) ؟ فيكون نسل لا حصر له من البشر؟ ولا يكون موت هناك؟ وفى هذه الحالة هل كانت ستتسع هذه الأرض لكل ذاك العدد بفرض حتى أنهم امتدوا خارجين عن المساحة التى حددت للجنة وانتشروا فى كل الأرض؟ فهل ستكون هذه حياة مثالية للأبدية؟؟

فى ظل الأجابة على هذين السؤالين يمكن لنا مستعينين بنعمة الروح القدس فهم المخطط أكثر الإلهي و من خلال بعدين فى الوقت الحالي :

*1 – طبيعة آدم من حيث الجسد الترابي .

هل نستطيع ان نؤكد و نحن نقرأ كي ما نفهم حكمة الله و ها الإنسان يبدأ رحلته إلى الأبدية، و قد خلقه الله جابلا إياه من الأرض – أي من ذات الطبيعة (الأرض) التى سبق و أن أخرج (خلق) منها جميع البهائم و الدبابات ووحوش الأرض …. تك(24:1) ” وَقَالَ اللهُ: «لِتُخْرِجِ الأَرْضُ ذَوَاتِ أَنْفُسٍ حَيَّةٍ كَجِنْسِهَا: بَهَائِمَ، وَدَبَّابَاتٍ، وَوُحُوشَ أَرْضٍ كَأَجْنَاسِهَا». وَكَانَ كَذلِكَ”. تك(19:2)” وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ وَكُلَّ طُيُورِ السَّمَاءِ، فَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ لِيَرَى مَاذَا يَدْعُوهَا، وَكُلُّ مَا دَعَا بِهِ آدَمُ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ فَهُوَ اسْمُهَا.” فهل نقبل فى ظل هذه الإعلانات فى كلمة الله – ان هذه الطبيعة (الجسدية) كانت لتكون لحياة أبدية و الى أبد الآبدين ؟ لو كان هذا هو الأفضل عند الله الآب لما كان هناك وعد بما هو أفضل منها لكل من يرث الحياة الأبدية .

– كذلك لا يجب أن يفوتنا ان الحية المدعو إبليس و الشيطان ليس فقط موجود على الأرض و عند الجنة – بل هو من نفس الطبيعة (التي يفترض فيها انها للحياة الأبدية)….. تك (1:3) وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ “حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ”  الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلهُ، فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: أَحَقًّا قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟ .وفاصل هام فى هذا الأمر و هو قول السيد الرب الإله مخاطبا آدم بعد أكله من شجرة معرفة الخير والشر. تك (19:3) بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. “لأَنَّكَ تُرَابٌ”، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُود.ُ ما يفسر ويشير الى المعلوم عند الله من ضعف لهذا الجسد ( ما قد نتناوله بنعمة ربنا و حسب مشيئته فى حينه ). و ما هو مطلوب من كل مؤمن من طاعة لا لهذه الطبيعة ( الجسد ) لكن للروح المعطى الحياة لكل ذى جسد، و غيرها الكثير و الكثير مما في الكون و الحياة و ما يعلنه العلم ما يساعدنا أيضا فى فهم قصد و مخطط الله .

*2 – خلق الإنسان على صورة الله …..

فهمنا للمعنى الأدبي و الروحي لهذا الأمر – و له الكثيرين ممن يشرحوه بأسلوب سيكون أفضل و لكن ما يعنينا الوصول له الآن هو :

كون الإنسان الأول والإنسانية بوجه عام قد خلقوا على صورة الله – هذا ليس معناه  ضمان او عصمة للإ نسان من السقوط فى الخطية عند معرفته للخير و الشر و إلا ما كان حدث السقوط من المبتدأ. (هذه المعرفة المرتبطة أيضا بحريته الممنوحة له).

فهمنا لطبيعة الله القدوس تظهر لنا الفرق فى التعاطي مع الخطيئة حين عرضها على الإنسان او حين عرضها على القدوس كما كان فى التجربة من الشيطان للرب يسوع المسيح بعد معموديته .

كذلك علينا إدراك البعد فى إعلان رغم كون الإنسان الأول على صورة الله إلا انه  ذكر وأنثى خلقهما . (فى الوقت الذي نعرف فيه أنه فى الأبدية سنكون كالملائكة) .

هنا علينا جميعا إدراك ضعف طبيعتنا هذه (الجسدية) وحاجتنا لأن نحيا بالروح لا بالجسد.

Share this Entry

رأفت طانيوس

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير