هذا ثم أكد البابا أن الحوار بين الكنيسة الكاثوليكية والجماعات اليهودية يسير بشكل منتظم منذ قرابة النصف قرن، كما سيتم الاحتفال في الثامن والعشرين من تشرين الأول أكتوبر القادم بالذكرى السنوية الخمسين لصدور الإعلان المجمعي “في عصرنا” الذي ما يزال يشكل النقطة المرجعية بالنسبة للجهود المبذولة في هذا الإطار.
بعدها شدد البابا على ضرورة إيلاء اهتمام أكبر بالبعدين الروحي والديني للحياة البشرية، لاسيما في القارة الأوروبية حيث المجتمعات مطبوعة بالعلمنة ومهددة بالإلحاد وحيث الإنسان يواجه تجربة وضع نفسه مكان الله. من هذا المنطلق ـ تابع البابا يقول ـ لا بد أن نتذكّر أن حياتنا هي هبة من الله، وعلينا أن نتوكّل على الله، ويتمتع المسيحيون واليهود بهبة ومسؤولية المساهمة في الحفاظ على القيمة الدينية للبشر في مجتمعاتنا.
هذا ولم يخف البابا قلقه حيال تنامي الميول المعادية للسامية المرفقة أحيانا بالحقد وأعمال العنف، واعتبر أن على كل مسيحي أن يندد بجميع أشكال معاداة السامية معربا عن تضامنه مع الشعب اليهودي. ولفت فرنسيس إلى أنه تم مؤخرا إحياء الذكرى السنوية السبعين لتحرير معتقل أوشفيتز الذي شكل مسرحا لمأساة الهولوكست الرهيبة وتمنى أن تأتي ذكرى ما حصل في قلب أوروبا بمثابة تحذير لأجيال اليوم والمستقبل. وشدد البابا أيضا على ضرورة التنديد بأشكال الحقد والعنف التي يتعرض لها المسيحيون وأتباع الديانات الأخرى. في ختام كلمته شكر البابا ضيوفه على زيارتهم الهامة، متوجها بأطيب التمنيات لهم ولجماعاتهم وسألهم أن يصلوا من أجله.