استهلينا هذا المقال المأخوذ من en.catholic-link.com بجملة من أقوال البابا فرنسيس حول قداس الأحد لنقدم لكم من خلالها بعض الأسباب التي يتذرع بها بعضكم كي لا يذهب الى الكنيسة… كثيرة هي الحجج التي نستخدمها اليوم لنتحاشى الذهاب الى القداس وسنستعرض معكم اليوم أبرزها، فهل ستفكرون وتراجعون حساباتكم وتبدأون بالذهاب الى الكنيسة؟
***
1- الكنيسة مليئة بالمنافقين الذين يصدرون أحكامًا على الآخرين
“الكنيسة ليست فندقًا للقديسين بل هي مستشفى للخطأة” (القديس أغسطينس)
بالطبع ليست الكنيسة مليئة بالأشخاص الممتازين على الرغم من أن الجميع يبذل ما بوسعه ليتشبه بيسوع الذي هو السبب الأساسي لذهابنا الى القداس. نحن نذهب الى بيت الرب لنسأل رحمته. نحن نذهب الى القداس لأننا بحاجة الى المغفرة التي فقط يمكن ليسوع أ، يمنحنا إياها، لا تدعوا تصرفات الآخرين تبعدكم عن اختبار هذه الرحمة والنعمة والمحبة في حياتكم.
“لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا، لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ. وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟” (متى 7: 1-3).
2- إن كان الله في كل مكان لمَ أحتاج للذهاب الى الكنيسة؟
قال القديس مكسيميليانوس إن كان الملائكة يغارون من البشر فلسبب واحد فقط وهو المناولة.” يا لها من فكرة رائعة تعبر عن عطية الإفخارستيا الرائعة. مع أن الله موجود في كل مكان فقد نزل من سمائه ليدخل الى جسدنا من خلال الافخارستيا ونحن لا نستطيع أن نختبر هذا القرب في اي مكان على الأرض.
أما البابا بيوس العاشر فقال: “الإفخارستيا هي أقرب طريق وأكثرها أمانًا الى السماء…هناك أشياء أخرى كالبراءة ولكنها للأطفال، التكفير عن الذنوب ولكننا نخاف ذلك، تحمل تجارب الحياة ولكن ما أن نختبرها حتى نبكي ونندب. إذًا أسهل وأقصر طريق هو طريق الإفخارستيا.”
3- لا أحب الذهاب الى القداس
كلمة “لا أحب” يستخدمها الأولاد، ونحن بعكسهم لا يجب أن ندع مشاعرنا تغلب على أفكارنا أحب أو لا أحب، فتخيلوا إن كان كل ما لا تحبونه لا تقومون به!! لا أحب زيارة الطبيب، لا أحب العمل، لا أحب الذهاب الى المدرسة، لا أحب الغستيقاظ باكرًا للذهاب الى العمل…لكانت حياتنا كارثة حقيقيةإن توقفنا عن الذهاب الى الكنيسة فقط لأننا لا نحب ذلك ستعم الفوضى حياتنا، ولكن إن ذهبنا سنتعمق في الإيمان لأننا سنتلقى المسيح بالإفخارستيا، ونحن لا نكون أكثر قربًا من الله إلا حين يدخل جسده في جسدنا.
4- لا أفهم ما يقوله الكاهن
يوجد أكثر من 412000 كاهن حول العالم ولكل واحد منهم طريقة تفكير ختلفة عن الآخر وطريقة وعظ أيضًا يتميز بها، ومحظوظ من يكون كاهن رعيته من الذين يلقون عظات تجعل المؤمن ينمو في الإيمان. في بعض الأحيان تكون عظة الكاهن لاهوتية جدًّا فيسأم المؤمن من الإصغاء اليها، ولكن بغض النظر عن كل ذلك علينا أن نعي بأننا لا نذهب الى الكنيسة من أجل الكاهن بل لنكون مع المسيح في الإفخارستيا.
5- لا أستطيع التقدم من المناولة فلمَ أذهب الى الكنيسة؟
مع أن المناولة هي أهم حدث في القداس إلا أنها ليست الشيء الوحيد المهم الذي يدفعنا للذهاب، فيسوع هو الكلمة وحين نذهب ونصغي الى الكلمة نكون قد أصغينا الى يسوع فتتغذى أرواحنا كما نتغذى من الإفخارستيا، نحن نذهب الى القداس لا لننال النعم فحسب بل لنعيد تقدمة أنفسنا كهدية الى الرب
6- الأحد هو يوم عطلتي الوحيد
أيام الآحاد لها رونقها الخاص…جميعنا نحب أيام الآحاد لنرتاح من عناء أسبوعنا المضني فنستلقي على الأريكة لمشاهدة فيلم ما أو برنامج ما أو نذهب للتسوق أو نقضي وقتنا في تصفح الإنترنت ولكن ننسى بأن يسوع قال لنا: “تعالوا الي يا مثقلي الأحمال وأنا أريحكم.” الطريقة الوحيدة لنجدد أنفسنا هي من خلال تمضية ساعة مع الرب فهذا سيشجعنا لبدء أسبوعنا بنشاط. حتى مع الذهاب الى القداس ستجدون أنكم تملكون الوقت الكافي لتمضية ما تبقى من النهار بشكل طبيعي للخروج مع الأصدقاء…الى جانب ذلك من المعلوم أن بعض الكنائس تقدم قداديس مسائية فاستفسروا عن الموضوع لكي تستفيدون منه.
7- أنا أذهب دائمًا الى القداس ولكنني لا ألمس أي تغيير في داخلي
في أوائل فصل الربيع نخشى الخروج تحت أشعة الشمس كثيرًا كي لا نمرض أو لكي نتجنب حروق الشمس. حين نكون في الخارج لا نشعر بقوة حرارة أشعة الشمس ولكن ما إن نعود الى المنزل حتى نرى أنها غيّرت فينا وهذا التشبيه ينطبق على القداس، فأنت قد لا تلمس أي تغيير في حياتك لأن مشاكلك لا تزال قائمة، وخطاياك موجودة ولكن حين نكون أمام الإبن نتغيّر تلقائيًّا…علينا أن نؤمن بأن الله يعمل في داخلنا حتى إن لم نر ذلك.
“عندما تحضر أمام الرب افتح له قلبك احترامًا وحدثه حول حياتك الروحية وسلمه إياها لأن تواجده في روحك هو السعادة، رحّب به ترحيبًا حارًّا، وتصرف بطريقة تظهر من خلال أفعالك بأنه حاضر.” (القديس فرنسيس دو سال).
***
-يتبع-
نقلته الى العربية (بتصرف) نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية