تبدو قديسة اليوم، بيرناديت، صدى للتحذير الذي يطلقه الكتاب المقدس في ضرورة تجنب المجادلات غير البناءة. تقول : ” عندما تميل الى الدخول في مماحكات غير مجدية : تذكر الحكمة التي تفيد بأن واجبك يتمحور حول الإبلاغ أكثر منه الإقناع.”
فالمناقشات مع من لا يريد إيجاد الحقيقة يتعبك بلا جدوى.و على ما يقول الذهبي الفم” أن تصميمك على إقناع الإنسان الجاحد و المصمم على عدم تغيير رأيه مهما حدث، كمن يزرع على الصخر”.
فهمت القديسة بيرناديت، الراعية الفرنسية البسيطة، أن الحق قوي بذاته و الموضوع لا يتمحور حول قدرتنا على إثباته فهو كالشمس الساطعة لا يحتاج الى إضاءة و لكن الى قلوب و عيون منفتحة. فالغرفة المقفلة لا تدخلها أشعة الشمس مهما سطعت إلا إذا قرر قاطنوها فتح النوافذ والأبواب.
يقول الكتاب : “وأما المباحثات الغبية والأنساب والخصومات والمنازعات الناموسية فاجتنبها، لأنها غير نافعة وباطلة، الرجل المبتدع بعد الإنذار مرة ومرتين أعرض عنه، عالمًا أن مثل هذا قد انحرف، وهو يخطئ محكومًا عليه من نفسه (تيطس 3: 9-11)
هذا لا يعني أن نيأس من إعلان الحق إنما هي دعوة للتحلي بحكمة الرسول الذي لا ينشغل بمباحثات غير نافعة. فنفس الشمس التي تذيب الشمع تصلّب الطين : السر يكمن في القلب المنفتح و القلب المتصلّب.
بشفاعة بيرناديت القديسة نصلي اليوم للحصول شأنها ، على قلب منفتح على الإيمان والحب و الحق بحكمة المتواضعين الذين يجذبون السماء ويزهرون فضيلتها : ليتحوّلون بأنفسهم الى إثبات على حقائق الإيمان و دعوة و لا أبلغ الى الشوق والتوق إلى الله.