تمحورت نية البابا لهذا الشهر حول مساعدة المسيحيين المنجرفين في تيار الثقافات العلمانية لكي ينفتحوا على التبشير بيسوع بشفاعة العذراء مريم. وكان قد تحدّث البابا الأسبق بندكتس السادس عشر في إحدى مقابلاته العامة في سنة الإيمان عن خطر ما سماه “الإلحاد العملي” بحسب ما ذكر موقع راديو الفاتيكان.
يختبر الناس هذا النوع من الإلحاد عندما “لا تُنكر حقائق الإيمان أو الشعائر الدينية بل هي لا تتطابق مع الحياة اليومية، منفصلة عن الحياة. فغالبًا ما يؤمنون بالله بشكل سطحي ويعيشون وكأن الله ليس موجودًا”. إنّ الإلحاد العملي يغذّي العلمنة فيبحثون عن الغنى واللذة عوضًا عن الله. وبحسب البابا فرنسيس إنّ هذا النوع من العلمنة يولّد الأنانية والنظرة المنفعية تجاه الناس ما يؤدي الى “ثقافة الهدر” حيث يكون ضحاياها الأكثر ضعفًا في المجتمع مثل الفقراء والمرضى والمسنين والمعوّقين وكل من يواجهون خطر الاستبعاد.
وقال البابا فرنسيس: “في الواقع، إنّ هذا النموذج الكاذب من الناس والمجتمع يولّد إلحادًا عمليًا من خلال رفض كلمة الله التي تقول: “لنصنع الإنسان على صورتنا كمثالنا”. إنّ السبيل من أجل التحرر من الإلحاد العملي و”ثقافة الهدر يكمن من خلال قبول كلمة الله العميقة والحكيمة”. وتابع البابا: “إن سمحنا لهذه الكلمة لأن تغيّر طرق تفكيرنا وعملنا، كل معاييرنا وأوّلياتنا وخياراتنا، عندئذٍ تتغيّر الأمور”. إنّ الطوباوية مريم العذراء هي الوحيدة التي كانت منفتحة الى الملء على كلمة الله فتجسد ابن الله في أحشائها. لننضم الى البابا في هذا الشهر لكي بشفاعة مريم العذراء ننفتح الى كلمة الله بهذا الشكل وأن يلد من جديد في داخلنا ونجاهر بالإيمان وننشر المحبة في ما بيننا لتصل الى النفوس العلمانية.