أيُّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، في مسيرة تعليمنا حول العائلة نلمس اليوم بشكل مباشر جمال الزواج المسيحيّ. فالزواج المسيحيّ هو سرّ يتمّ في الكنيسة ويصنع الكنيسة أيضًا مولّدًا جماعة عائليّة جديدة. بإيحاء من الروح القدس أعلن القدّيس بولس أن الحبّ بين الزوجين هو صورة للحبّ بين المسيح والكنيسة. كرامة لا تخطر على الفكر! لكنّها في الواقع مطبوعة في مشروع خلق الله، وبنعمة المسيح حقّقها العديد من الأزواج المسيحيّين بالرغم من محدوديّتهم! وبالتالي يشكّل سرّ الزواج فعل إيمان ومحبّة كبير: يشهد لشجاعة الإيمان بجمال فعل الله الخالق، ولعيش ذلك الحبّ الذي يدفعنا للذهاب أبعد على الدوام، أبعد من أنفسنا وأبعد من العائلة نفسها أيضًا. كما وإنّ قرار “الزواج في الربّ” يحتوي أيضًا على بُعد إرساليّ وهو أن يحمل المرء في قلبه الإستعداد ليكون أداة بركة الله ونعمة الربّ للجميع. في الواقع يشارك الأزواج المسيحيّون كأزواج في رسالة الكنيسة. ولذلك فإنّ الاحتفال بسرّ الزواج لا يمكن أن يبقى خارج هذا التعاون بالمسؤوليّة في الحياة العائليّة إزاء الرسالة الكبيرة لمحبّة الكنيسة. وهكذا تغتني في كلّ مرّة حياة الكنيسة بجمال هذا العهد الزوجيّ، وتفتقر أيضًا في كلّ مرّة يُشوَّه. فالكنيسة، أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، بحاجة أيضًا لأمانة الزوجَين الشُجاعة لنعمة سرّهما لتقدّم للجميع عطايا الإيمان والمحبّة والرجاء!
Help us mantain ZENIT
إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير