ابن الرعد الذي أضحى رسول المحبة

عيد القديس يوحنا 

Share this Entry

اليوم نعيّد،للقديس يوحنا الإنجيلي.
” إبن الرعد” و رسول الحب : هو القديس الكبير يوحنا، النسر المحلّق في فضاء الكلمة الأزلي.
لكن في عمق صورة ذاك الشاب الرسول الذي أمال رأسه على صدر الرب الحبيب في العشاء الأخير، ما هو أبعد من مجرد عاطفة.
فلم تكن محبة يوحنا مجرد مشاعر جيّاشة تتنكر تحت إسم “الحب” !!!
حتى نهاية حياته، لم يتوانى آخر الرسل، و كاتب الإنجيل الرابع و الرؤيا و عدد من الرسائل، عن الإلتزام القوي بإعلان الحقيقة. لم يتسامح مع الخطيئة من أي نوع… وفي كل ما كتب : نلمس الحقيقة و القيم المطلقة التي لا مكان للنسبية فيها!!
في كل ما شهد و كتب :
هناك النور مقابل الظلام،
الحياة مقابل الموت،
وهناك ملكوت الله، مقابل ملكوت “العالم” و ايضاً أبناء الله، بمواجهة أبناء الشيطان.
هناك الخلاص مقابل الدينونة في قبول المسيح أو رفضه. 
هناك الكرمة المثمرة و هناك التينة اليابسة. 
هناك المتواضعون الذين بذنوبهم يعترفون و هناك المتكبرون الذين خطاياهم ينكرون. 
هناك أولئك الذين يحبون و الوصايا يحفظون و هناك الذين من الحب يخلون و على الرب يتمردون.
و في عين الحق يسطع لاهوت الحب : إن الله يحب العالم، حتى جاد بنفسه من أجل ” من يحبهم” كأفراد يعرف كلّاً منهم بالإسم.
و بقوة يعلن يوحنا صلاح الحب و نوره الذي لا ظلمة فيه، الحب الذي هو كمال الناموس و الشريعة .

يا لها من مفارقة : أن أكثر الإنجيليين تشدداً في الوضوح بين خطي الأبيض والأسود، هو من يعرفه تاريخ كنيستنا باسم “رسول الحب “!!!
فالحب لا يعرف المواربة و لا يمتهن لبس الأقنعة، لا يغازل فساد القبور برخام خارجها!!
وفي زمننا هذا الذي تكثر فيه المساومات و الإلتفافات على الحقيقة، و يعلو صوت تمجيد ال ” خمسون ظلاّ من الرمادي”، بحجة ثقافة التفهم و رحابة الصدر:
من الجيد أن نرى كم هي جليّة محبة يوحنا رسول الحب للحقيقة المطلقة التي لا لبس فيها… فالتلميذ الأمين الذي رافق الرب في درب صلبه و موته و عاين قبره الفارغ و رافق العذراء أمه ، أدرك أن من لا يطلب هذه الحقيقة المطلقة ، التي هي الله بعينه، يبقى الحب بعيداً عن متناول حياته، أخذاً كان أم عطاءً …. و يضيف التلميذ الحبيب في رسالته الأولى ” نكتب إليكم هذا ليكون فرحكم كاملاً” (1يو 1:4) :
نعم، فالحب درب السعادة الوحيد، لا يضل أبداً طريق الحق و لا يساوم عليه إنما يعلنه عالياً درب الحياة (يوحنا 14:6) .
فلتكن صلاته معنا.

 

 

Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير