إنّ الجماعات المسيحية مدعوة لأن تكون شاهدة أكبر على إيمانها على أساس القيم الإنجيلية من أجل محاربة التعصب والتهميش” هذه كانت كلمات البابا فرنسيس أمس الخميس أثناء لقائه بأساقفة مالي في زيارتهم التقليدية الى الأعتاب الرسولية. وفي حديثه الموجّه إليهم، أشار البابا الى الوضع الحالي الذي تمرّ فيه المنطقة التي تواجه العنف بين الحكومة والانفصاليين شاكرًا الأساقفة على معرفتهم “كيفية الحفاظ على روح الحوار بين الأديان في هذا الوضع الدقيق”.
وأضاف البابا: “إنّ الالتزام المشترك بين المسيحيين والمسلمين من أجل المحافظة على الغنى الثقافي في مالي بالأخص المكتبات الكبيرة في تيمبوكتو، تراث الإنسانية هي خير مثال على ذلك”. وقد اشاد البابا بأساقفة مالي إذ قاموا بترجمة الكتاب المقدس الى اللغات المحلية وكل كتيبات التعليم المسيحي. وأما في ما خص مسألتي الطلاق وتعدد الزيجات فقال البابا: “إنّ الكاثوليك مدعوون لأن يعلنوا بشكل ملموس الإنجيل والحياة والعائلة من خلال شهادتهم. كما وأشجعكم على مواصلة عملكم الرعوي والتركيز أكثر على وضع المرأة: عززوا مكانتها في المجتمع وكافحوا كل استغلال وعنف ممارسين بحقها فهذا أيضًا نوع من إعلان إنجيل يسوع المسيح الذي اختار أن يلد في أحشاء امرأة، مريم العذراء”.
وفي الختام، هنّأ الأب الأقدس الأساقفة على دفاعهم عن كرامة الإنسان وتضامنهم في مواجهة العنف المتزايد كما وشجّعهم على مواصلة جهودهم في تعزيز “المصالحة الوطنية الحقيقية” قائلاً: “أنا واثق بأنه بالرغم من كل الصعوبات ستبقى كنيسة مالي شاهدة على الرجاء والسلام”.