“إنّ الروح القدس يخلق “الحركة” في الكنيسة فيحوّل ارتباكها الى صلاة وروح حوار فتلد “الوحدة” بين المسيحيين” هذا ما أكّده البابا فرنسيس اليوم في أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا ذاكرًا عيد سيدة لوخان شفيعة الأرجنتين ومعلّقًا على أعمال الرسل 15: 22 – 31.
الحوار يثمر بين الإخوة وليس بين “مجموعة” من الأعداء
شرح البابا بأنه كانت توجد مشكلة بين الرسل في السابق وهي أنه يوجد مجموعة من المسيحيين “المتعلّقين كثيرًا في الشريعة” يريدون أن يفرضوا الأمور التي كان يتبناها اليهود على الوثنيين وبولس الطرسوسي، رسول الأمم عارض هذا الأمر فسأل البابا: “كيف ستحل المشكلة؟ اجتمعوا وكل شخص أبدى رأيه. تناقشوا مثل الإخوة وليس كالأعداء. لم يشدّوا الحبال لكي يربحوا، لم يستعينوا بالسلطات من أجل الانتصار، ولم يتقاتلوا. قرروا أن يبحثوا عن طريق الصلاة والحوار. إنّ كل من كان مصرًا على فكرته عدل عن قراره وهذا عمل الروح القدس”.
الروح القدس يعمل على التناغم
فسّر البابا فرنسيس بأنّ القرار النهائي قد اتُخذ بالتوافق. وعلى هذا الأساس كُتبت الرسالة الثانية التي وُجِّهت الى الإخوة “الذين هم من أصل وثني” وفيها يتشاركونهم ما تمّ الموافقة عليه بالتراضي. “إنّ كنيسة تواجه مشاكل من هذا النوع تدفعني الى التفكير بأنّ الروح القدس ليس دائمًا حاضرًا. وعندما نتخاصم في الكنيسة وكل أخ يخون أخاه لا مكان للروح القدس! الروح القدس هو من يدع البشرى تتناقل، هو من يدفع بالأمور الى الأمام، هو من ينشىء أمكنة كثيرة، هو من يخلق الحكمة التي وعد بها يسوع: “هو يعلّمكم!”. وبهذه الحركة هو ينشىء الوحدة المتناغمة بين الجميع”.
الوفاء “لأعمال” الروح القدس
إنّ الأمر الأخير الذي علّق عليه البابا فرنسيس في أثناء عظته كان التعبير الذي ورد في ختام الرسالة “فقرأوها ففرحوا لما فيها من تأييد” وهذا ما يقوم به الروح القدس عندما نتفق بعضًا مع بعض. والآن لنتابع القداس الإلهي ولنسأل الرب يسوع الذي سيكون حاضرًا بيننا والذي يرسل لنا دائمًا الروح القدس، إلينا، إلى كل شخص منا. لنصلِّ لكي يحل الروح القدس في الكنيسة وأن تتعلّم الكنيسة كيف تكون وفية لأعمال الروح القدس”.