“السياسي الكاثوليكي هو من يكون قبل كل شيء قدوة حسنة في الحياة أمام الجميع” هكذا هو إيغناسيوس جونان البالغ من العمر 52 سنة، الكاثوليكي السياسي الوحيد في بلد ذو غالبية مسلمة يواظب على فعل الخير بحسب ما ذكر موقع فاتيكان إنسايدر. إنه الوزير الذي يضم الى السياسة “قيم الشفافية والصدق والمساواة والتعاون والحوار والتناغم الديني، يتلو مسبحته كل يوم ويتصرّف كمواطن صالح ومؤمن بحق”.
وبينما تتحضر إندونيسيا للانتخابات، قال وزير العمل إيغناسيوس جونان: “إنّ عملي في الوزارة ينبع من الإيمان والصدق والشجاعة. إنّ القوة تكمن في بناء أمة مسالمة ومتناغمة تنتمي الى عالم يسوده السلام. إنها رسالة ثمينة في بلد يضمّ أكثر من 200 مليون مسلم. وأضاف: “في هذا الوقت إنّ الأقلية المسيحية هي مدعوة لأن تكون مثالاً صالحًا أمام الآخرين من خلال التمرّس على تقبّل الأخرين والعمل على التناغم”. إنّ جونان يؤمن بالحوار: “إنّ الحوار ينبع من الاحترام المتبادل بين المؤمنين. والحوار يساعد على تحسين التناغم”.
إنّ خبرة وزير العمل الإندونيسي تشير الى أنّه يمكن لمسيحي في إندونيسيا أن يطابق السياسة مع الإيمان فإنّ عمل هذا السياسي من أصل سينغافوري لطالما جذبت أنظار الجميع فهو لا يكل عن مساعدة الفقراء. ثمّ إنّ المسيحيين على وجه عام لا يخافون الانخراط في السلك السياسي فالأساقفة لا يكفّون عن تشجيع شخصيات ذكية ومسؤولة قادرة أن تعزز رسالة الإنجيل وقيمه في المجتمع عبر المشاركة ونقل الإيمان العامل.
إنّ رسالة هذا السياسي المسيحي الذي يشغل منصبًا في وزارة مسلمة بحتة هي دعوة حقيقية لكل شخص منا لكي يكون مواطنًا صالحًا ولا يفصل إيمانه عن أعماله وهي أيضًا دعوة صارمة لكل من ائتمنه الله على تدبير الشؤون الوطنية في بلد ما فبحسب ما يذكر المجمع الفاتيكاني الثاني: “إنه لواسع جدًا ميدان العمل الرسولي على الصعيدين الوطني والدولي، حيث يكون العلمانيون وكلاء الحكمة المسيحية. فليشعرنّ الكاثوليك في محبّتهم لبلدانهم وفي قيامهم بأمانة بواجباتهم المدنية، أنّ الواجب يقضي عليهم بتعزيز الخير العام… وعلى الكاثوليك ذزي الججدارة في الشؤون السياسية، وذوي الثقافة الراسخة في شؤون الإيمان والمعتقد المسيحي، ألاّ ينكبوا عن الاضطلاع بإدارة الشؤون العامة: فإنهم بحسن إرادتهم لها يتمكّنون من العمل في سبيل المصلحة العامة، وتمهيد السبيل للإنجيل في الوقت نفسه” (من المجمع الفاتيكاني الثاني في أنواع حقول العمل الرسولي رقم 14).