أقام مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة بعمان مساء أمس الجمعة مهرجاناً احتفالياً حاشداً في ساحة كلية راهبات الوردية، تحضيراً لاعلان قداسة الراهبتين ماري الفونسين غطاس مؤسسة راهبات الوردية ومريم بواردي الكرملية، الذي سيتم رسميا في الفاتيكان في السابع عشر من أيار الحالي، وشارك به المطران مارون لحام، مطران اللاتين في الاردن، والرئيسة الاقليمية لراهبات الوردية الأخت مادلين دبابنة ورئيسة الدير في الشميساني الأخت ميشلين معلوف وعدد من ممثلي الكنائس والرهبانيات وأكثر من ثلاثة آلاف مشارك جاؤوا من كافة أنحاء المملكة .
وفي كلمة له أمام حشود المحتفلين، قال المطران لحام “منذ قرون وكانت هذه البقعه من الأرض تحظى بنعمة القداسة إلا أنها لم تشهد قداسة فتاتين من أرضها من قبل، وقال : ان إعلان قديستين عربيتين يمثل تعزية لسكان الشرق الأوسط الذين يصلون يومياً من أجل عودة الأمن والسلام إلى البلدان المشتعلة، والتي صعدت فيها حركات إرهابية تحاول تدمير صورة التعددية الراقية في الشرق الأوسط. والقديس ليس من يصنع العجائب أو يتنبأ بالمستقبل بل من يعمل مشيئة الله، ويعيش في رضى الله، ويضع مخافة الله نصب عينيه يوماً بعد يوم.”
ومشيراً إلى أن القداسه لا ترتبط بحياة الرهبنة بل بسر المعمودية، كون كل شخص معمد مدعو للقداسة من خلال نمط حياته، قال المطران لحام: “كل الطرق تؤدي إلى القداسة، فالمهم العيش في رضى الله ومخافته. فالقديس ليس الإنسان الذي لا يخطئ، ولكنه عندما يخطئ يقر بخطئه ويتوب عنه. فالله لا يبحث عن قديسين، بل يبحث عن خطأة يصنع منهم قديسين.”
وِجرى أثناء المهرجان الذي دعي له تحت عنوان ” قديستان من بلادنا المقدسة “، وأحياه الأبوان وسام منصور ورفعت بدر، دخول رسمي لموكب سيادة المطران، وبعد أن عزفت فرق الكشافة موسيقى السلام الملكي، دخل موكب القديستين محاطات بطالبات وراهبات الوردية.
واستذكر الأب بدر في كلمة له مرور ست سنوات على زيارة البابا بندكتس السادس عشر واقتبس من كلمته الرسمية الاولى قوله: “آمل بصدق أن تساعد زيارتي هذه وكل المبادرات لتعزيز علاقات سليمة بين المسيحيين والمسلمين، على النمو معاً في المحبة لله القدير والرحيم، كما وفي المحبة الأخوية المتبادلة. أشكركم على حفاوة استقبالكم وضيافتكم. فليمنح الله جلالة الملك والملكة العمر المديد، ويبارك الأردن ويهبه ازدهاراً وسلاماً”. وقال كذلك ان شهر القداسة العربية هذا يتزامن مع احتفالات عيد الاستقلال بعد أيام، فاننا لنرجو من المولى أن يديم نعمة الأمن والاستقرار في وطننا الحبيب بقيادته الهاشمية الحكيمة، وأن ينعم كذلك على دول الجوار بعودة الأمان والسلام المبني على العدالة.
ويعتبر إعلان قداسة شخص في الكنيسة أعلى تكريم يحصل عليه بعد وفاته، وبعد أن أعلنت الراهبة الكرملية المولودة في عبلين وعاشت في بيت لحم مريم بواردي طوباوية في الفاتيكان عام 1983، أعلنت ماري الفونسين المولودة في القدس طوباوية في كنيسة البشارة في الناصرة عام 2009، سيعلن البابا فرنسيس كلا منهما قديسة في احتفال جماهيري حاشد في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان يوم الاحد 17 ايار الحالي.