“السلام لا يعني غياب الحرب” بهذه الكلمات استقبل البابا فرنسيس يوم أمس الاثنين تلامذة المدارس الإيطالية المشاركين في مبادرة “مصنع السلام” حاثًا إياهم على ضرورة العمل من أجل بنيان السلام مشيرًا الى أنّ “السلام ليس سلعة يمكن إنتاجها في المصنع بل إنها حرفة يدوية إذا جاز التعبير تُبنى يومًا فيومًا من خلال العمل والحياة ومحبة الآخرين والقرب منهم” بحسب ما أفاد موقع فاتيكان إنسايدر.
وأضاف البابا في حديثه الى الطلاب: “عندما لا نحب بعضنا بعضًا وعندما نغار ونحسد ونبخل ونستملكك ما للآخرين يزول السلام”. وأشار البابا الى أنّ كل عمل يقود الى السلام مثل الحرص على عدم ترك أطفال جائعين وأطفال مرضى من دون رعاية أو علاج، يساعد على أن يعمّ الفرح والصداقة بين الجميع ثم ركّز على أنّ في غياب العدالة غياب للسلام.
وفسرّ البابا معنى كلمة “مصنع” التي يشار اليها “بمصنع السلام” وقال بأنّ كلمة مصنع توحي بأنّه علينا أن نصنع السلام بحكمة وحزم. “علينا أن نبدأ من عالمنا الخاص لنصنع السلام أي في البيئات التي نعيش فيها في حياتنا اليومية مثل العائلة والمدرسة وقاعة الرياضة والرعية…” وأما عن البالغين والمؤسسات الخاصة بالتربية فحثّ البابا على ضرورة الوعي من أجل تربية الأطفال والشباب على القيم الحقيقية مشيرًا الى أنّ كل مبادرة يقوم بها هؤلاء الأطفال هي خطوة نحو بنيان السلام.
كذلك شدد البابا على ضرورة الحوار من خلال تخطي الخلافات الصغيرة قائلاً: “إنّ الحوار والمصالحة والمغفرة هي الحجارة اللازمة من أجل بناء السلام”. ولم ينسَ في نهاية حديثه مع طلاب “مصنع السلام” أن يفكّر في المسيحيين الذين يُطردون من بيوتهم ويقتلون لمجرّد أنهم مسيحيين مؤكدًا بأنّ السلام هو هبة من الله علينا أن نسألها من خلال الصلاة “إنّ للسلام وجهًا وقلبًا وهما وجه وقلب يسوع ابن الله الذي مات على الصليب وقام ليهب الحياة لكل رجل وامرأة”.