العنصرة ومواهب الرّوح

في معنى العنصرة ومواهب الروح القدس

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

تحتفل الكنيسة المقدّسة الرسولية، بعيد العنصرة بعد خمسين يومًا على صعود المسيح إلى مجد أبيه السماوي.  يقول الكتاب “ولمّا جاء اليوم الخمسون، كان الإخوة مجتمعين معًا في مكان واحد، وفجأة حدث صوتٌ من السماء كأنّه دوي ريحٍ عاصفة فملأ البيت الذي كانو جالسين فيه. ثم ظهرت لهم ألسنة كأنّها من نار” (أعمال 2: 1 – 3). بحسب تعليم الكنيسة يُعتبر عيدُ العنصرة عيد ميلاد الكنيسة في القدس، أمّ الكنائس كلّها، فما هو هذا العيد، أصوله وما دورنا فيه.

كان عيد العنصرة أو اليوم الخمسين، بعد الفصح، يعرف أيضًا بعيد الأسابيع أو عيد الحصاد. وقد أتى من اليهودية الذي يسمى عيد الحصاد أو عيد الأسابيع (بالعبرية: الشفوعوت خر 24: 22) يُحتفل به بعد مرور سبعة أسابيع أو خمسين يومًا (لاويين 23: 16) وكان بمنزلة خاتمة لحصاد القمح وقد ربط به اليهود، في زمن لاحق، ذكرى اصدار الشريعة في سيناء؛ في هذا العيد كان اليهود يؤمّون هيكل أورشليم ليتذكّروا تسلّم الأسفار الخمسة الأولى للتوراة على جبل سيناء – من هنا نفهم وجود هذا الكمّ الهائل من النّاس عند خطبة بطرس الأولى –  هذا يعني أن الإسرائليين يحتفلون بالفصح في ذكرى أول يوم من خروجهم من مصر ثم يحتفلون بعيد سبعة أسابيع من خروج بني إسرائيل حين استلم موسى الشريعة.

بعد عرضنا لأصل هذا العيد سنستعرض بإيجاز الإقنوم الثالث أي الروح القدس. أولاً إن وجود الله الفعّال المحيي في الخليقة (ميشال، 2008، صفحة 66) يمكن وصف الروح القدس. الأقنوم الثالث هو متساوٍ مع الآب والإبن بالجوهر. هو روح المواهب السبعة (وأكثر من موهبة) وهو الروح المعزي الجليل المُحيي. فالكنيسة هي “حياة الله التي أتت بالمسيح وبالروح القدس تنسكب في قلوب البشر، فتجعلهم أبناء الله وهياكل الروح القدس، أي توحدّهم بالله وتوحّدهم بعضهم ببعض، وتصيّرهم جسدًا واحدًا للمسيح” (بُسترس، 2006، صفحة 57) وكلّه بفعل قوّة الأقنوم الثالث ذلك يحصل لأنه منبثق من الآب والإبن.

اليوم في الكنيسة نحتفل به كما ذكرنا آنفًا بأنّه عيد حلول الروح القدس على الرسل في عليّة صهيون. بهذا الروح أُعطى التلاميذ موهبة التبشير والجرأة للكلام والجميع فهمها حسب الكتاب. كنت دائمًأ اتسائل ما هو دور كل مسيحي وما علاقتي به؟. حسب تعليم المسيحي للكنيسة، الروح يعطى للمعّمد اثناء سرّ الميرون من هنا نفهم بُعدَه الشخصي على كُلِّ فردٍ منّا. هذا الروح يعطي القوّة للفرد والشجاعة للكلام وكلام الحقّ. آبائنا في الكنيسة الأولى كانو يذهبون مهلّليلين من الفرح للموت وكل ذلك من خلال التعزية التي كانوا ينالونها من الروح كما الرسل الأطهار؛ مع الملاحظة بأنّ مريم هي عروس الروح القدس.

ما هي مواهب الروح لسبعة التي تعّلمنا إياها الكنيسة:

  1. هو روح الحكمة الذي يصيّر الإنسان يبدأ بفهم الحكمة الإلهية.
  2. هو روح الفهم الذي يصيّر الإنسان يبدأ بفهم ديانتنا المقدّسة.
  3. هو روح العلم الذي يعطي الإنسان القدرة على معرفة الذّات الإنسانية وهي أساس المحبّة.
  4. هو روح المشورة الذي ينوّر الإنسان لمعرفة مشيئة الله.
  5. هو روح القوّة الذي يملأ قلوب الإنسانية من الله ويقويّهم على احتمال الشدائد كما حال الرسل والآباء الشهداء واليوم الكنائس المضطهدة من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب.
  6. هو روح المخافة الذي يجعل الإنسان يحترم الله وأوامره ووصاياه حيث رأس الحكمة مخافة الله (بدءُ الحكمة مخافة الربّ، ومعرفة القدُّوس فيهم أمثال 9:10).
  7. هو روح التقوى الذي ينعم على الإنسان أن يختبر نير الرب الطيّب وحمله خفيف وكم نستطيع حمله.
Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير