“لنكل ذواتنا الى الآب في لحظة وداعنا هذا العالم” هذا ما أكّده البابا فرنسيس اليوم في أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا معلّقًا على قراءة من إنجيل القديس يوحنا (17: 1 – 11) وفيها يسوع يصلي الى الآب عشية الآلام وعلى قراءة من أعمال الرسل (20: 17 – 27) بحسب الطقس اللاتيني وفيها أيضًا يغادر مار بولس الى أورشليم. كما وذكر أثناء العظة أيضًا ضحايا الاضطهاد الذين أُجبروا على الرحيل في ميانمار والمسيحيين واليزيديين في العراق.
يسوع كان يستودعنا قبل أن يذهب الى الآب ويرسل الروح القدس، مار بولس استودع الجماعة قبل أن يرحل الى أورشليم واستدعى شيوخ الكنيسة من ميليطش الى أفسس. من خلال هذين الحدثين، أراد البابا فرنسيس اليوم أن يركّز في عظته على معنى “وداع” مسيحي.
لنفكّر بأولئك الذين أُجبروا على الفرار نتيجة الاضطهاد
قال البابا: “لنفكّر اليوم في هؤلاء الفقراء في ميانمار الذين عندما تركوا أرضهم هربًا من الاضطهاد لم يعوا ماذا سيحصل لهم…. لنفكّر بوداع المسيحيين اليزيديين الذين يفكرون بعدم الرجوع الى أرضهم لأنهم طُردوا من بيوتهم. اليوم.
نحن نقوم بالكثير من الوداع أكان مهمًا أم عابرًا في حياتنا مثل وداع الأم لابنها الذي يذهب الى الحرب؛ وتستيقظ كل يوم يتملّكها الخوف من أن يأتي أحد ويقول لها: “شكرًا على سخاء ابنك الذي ضحى بحياته من أجل الوطن” وهناك أيضًا الوداع الأخير الذي كلنا سنقوم به عندما يدعونا الرب الى الضفة الثانية. لنفكّر في هذا”.
لنستودع أنفسنا الى الآب في لحظة الوداع
كلمة “الوداع” تختلف عن “الى اللقاء” أو “أراك عما قريب”… فهنا يعرف صاحبها أنه سيعود إما في الحال أو بعد أسبوع”.
من الجيد أن نفكّر نحن بوداعنا الأخير من هذا العالم
من الجيد أن نفكر: “ماذا أترك؟ إنّ بولس ويسوع قاما بفحص ضمير: فعلت هذا وهذا وذاك…. وأنا ماذا فعلت؟ من الجيد أن نتخيّل هذه اللحظة. عندما سيأتي الوقت ولا نعرف متى لا نقول فيه “الى اللقاء” و”أراك بعد قليل” أو “الى الغد” … بل “وداعًا”. هل أنا مستعد لأوكل الى الرب كل شيء؟ أن أوكل إليه ذاتي؟”
وفي الختام دعا البابا الحاضرين الى التأمل من خلال قراءات اليوم عن وداع بولس ووداع يسوع الأخير أن “نفكّر بأننا يومًا ما سنقول نحن أيضًا “الوداع” قائلاً: “نحن نكل حياتنا الى الآب؛ نكل قصتنا الى الله؛ نكل إليه أحباءنا؛ نكل إليه كل شيء لأنّ يسوع قد مات وقام من بين الأموات وأرسل إلينا الروح القدس حتى نتعلّم هذه الكلمة ونتعلّم أن نقول الكلمة الأخيرة: وداعًا”.