الى جانب الدراسات التي لا تنفك تصدر حول حبوب منع الحمل وسلبياتها المتعددة على جسم المرأة، أظهرت دراسة أخيرة من جامعة كاليفورنيا نشرها موقع catholicnewsagency أن حبوب منع الحمل تطال بعض المناطق المعينة في الدماغ وتؤثر على وظيفتها. يعود الأمر لدراسة طبقت على نساء يستخدمن حبوب منع الحمل فمويًّا وخلص البحث إلى أن استخدام وسائل منع الحمل عن طريق الفم يرتبط بشكل كبير مع ترقق في منطقتين في الدماغ: القشرة الأمامية المدارية الجانبية والقشرة الحزامية الخلفية. تشارك القشرة الامامية المدارية الجانبية في تنظيم العاطفة، في حين أن القشرة الحزامية الخلفية تنظم الإشارة الى الذكريات والتخطيط للمستقبل. على الرغم من أن الدراسة قاست فقط بنية الدماغ، تشير النتائج الى إمكانية وجود تأثيرات محتملة على السلوك.
تعاني بعض النساء من الآثار الجانبية العاطفية السلبية من تناول حبوب منع الحمل عن طريق الفم، لذلك فمن الممكن أن هذا التغيير في القشرة الأمامية المدارية الجانبية قد يكون على صلة مع التغيرات العاطفية التي تواجهها بعض النساء عند استخدام حبوب منع الحمل، وذلك بحسب ما أفادت به نيكول بيترسن، هي عالمة أعصاب في جامعة كاليفورنيا ومؤلفة الدراسة الرئيسية، لصحيفة الهافينغتون بوست.
بما أن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تبحث في آثار حبوب منع الحمل على الدماغ فمن الصعب أن يتم التوصل الى استنتاجات في هذه المرحلة، ولكن وبعد 50 سنة على تواجد الحبوب في السوق لم يسع أحد الى وضع دراسة حول تأثيرها الجانبي على الدماغ واليوم وقد بدأ الموضوع يجب استكماله لرؤية ما إن كانت النتائج تقتصر على فترة أخذ الحبوب أو ترافق المرأة دائمًا. في دراسة أخرى كانت قد صدرت عام 2011 وجدت المرأة التي تستخدم وسائل منع الحمل كانت من الناحية العاطفية تشابه الرجل لا المرأة، إذًا لهذه الحبوب تأثيرات على الذاكرة العاطفية، وهذه الدراسات هي جزء من مجموعة متزايدة من البحوث حول الفروق بين الجنسين من الناحية الدماغية، وهذا يتنافى مع افتراض نما منذ فترة طويلة وهو أن الرجال والنساء هم في الغالب من الناحية البيولوجية نفسها، باستثناء أعضائهم التناسلية.
ومن هنا دعا الباحثون السيدات على ضرورة معرفة مخاطر حبوب منع الحمل قبل الإقدام على استهلاكها فالتوعية مهمة ويجب أخذها بعين الإعتبار.