لقد شهد لبنان ظاهرة غريبة عن بنيته الثقافية والميثاقية والدستوريّة والدينية، إنها ظاهرة اللواطية، التي واكبتها وسائل الإعلام بقوة ونشاط غير مسبوق، حيث شهدت برامج “talk Show” تسارعا وتصارعا في تغطية الحدث(١٧ ايار ٢٠١٥) ، إذ استضافت تلك البرامج، العديد من الشخصيات المثلية وسخصيات مؤيّدة للمثلية تمثلت بحقوقيين وإعلاميين وفنانين ومخرجين مع العلم ان الأغلبية منهم ينتمون الى الديانة المسيحيّة!! فكانت الحملة، تدور حول طروحات غير بريئة. إذا. ما هي النقاط البارزة التي طرحتها المثلية في لبنان؟
١- المثلية حق!!
هذا الحق ينسجم مع مبادىء حقوق الإنسان وحتى الأديان، اما أبرز النقاط فكانت على الشكل التالي:
– الكتاب المقدس لاسيما العهد الجديد، بتناول المسائل الاخلاقية بما فيها نظرته للرجل والمرأة، بطريقة غير محددة أو واضحة open…
– الشك في مسألة النوع genre و الطبيعة nature physiologique، وبأن القانون اللبناني، غير واضح في تحديد مصطلح الطبيعة nature physiologique، (المحامي خالد مرعب)!!
– استشهاد في مقولة منتقاة من خطاب البابا فرنسيس، (حيث فسرت بطريقة خاطئة وغير صحيحة).
– كل شخص هو حر، لديه الحريّة في اختيار جنسه- هويته، وان يمارس الجنس مع أي شخص يرتاح له، ذكر كان أم أنثى.
– التسامح وتقبّل رأي الآخر وهويته الجنسيّة، ركائز أساسية في الحد من ظاهرة انتشار العنف الممارس على المثليين.
– أن نقابة علماء النفس في لبنان، اعترفت بالمثلية على أنها ليست مرض ولا حالة شاذة.
– الديموقراطية هي من تحدد حقيقة المثلية لا الدين ولا القانون.
– حقوق الإنسان، الإعتراف بمصيره بما فيه مثليته أو تحوله الجنسي.
٢- موقف الكنيسة من المثلية الجنسية
إن إثارت هذا الأمر بهذه الطريقة المشبوهة والمعسولة، تستدعي منا بعض التوضيحات حول مسألة الهوية الجنسية، والحرية، والعيلة، والمثلية :
– إن مبدا التحرر من الهوية الجنسية، أساسه “سياسي باميتاز” ينطلق من فكرة شيوعية بامتياز، إلغاء التمايز الجنسي، بهدف الحرية.
-تعلّم الكنيسة، بأن الهوية الجنسية، هي من طبيعة الشخص المخلوق، وهي ليست معطا ثقافيّا او اجتماعيّا، ففي هذه الهوية يحقق الشخص فرادته في المجتمع وبها يتقدس ويقدّس.
– الزواج شراكة طبيعية بين الرجل والمرأة، فالإنجذاب الجنسي الطبيعي بينهما، الإنجاب، التكامل الطبيعي، حاجة الأبناء الى بناء هويتهم الشخصية، حاجتهم الى العناية والحماية والعطف والتربية من قبل والديهم، عناصر أساسية لبناء الشخص لا بل المجتمع، بمعزل عن تلك المقاييس ينحدر المجتمع ويتزعزع، أما المثلية الجنسية فهي لا تجسّد، في مسألة الحب (الثنائي) صورة الله، وبالتالي لا يمكنها ان تكون مرادفا للعيلة المؤلفة من الرجل والمرأة، المثلية الجنسية التي تدّعي الحق في الزواج والإنجاب والتربية، هي نقيض حتميّ اطلمخطط الله الخلاصيّ للزواج.
– تعلّم الكنيسة، احترام كل شخص مهما كان جنسه ولونه وثقافته، أما في مسألة المثلية، الكنيسة تحترم الشخص المثلي، لانه خليقة الله افتداه بابنه الوحيد، لكنها ترفض ان يعنّف، وفي الوقت ذاته تشجب وترفض إدعاءات المثلية، لاسيما على صعيد فكرة الزواج والعلاقات الجنسية والتبني، فهي تدعو المثليين الى عيش حياة العفة والنقاوة، واجتناب الخطايا، وحمل الصليب على غرار القديسين من اجل عيش القداسة.
خلاصة
على الدولة اللبنانية كما السلطات الدينية، التدخل الفوري والعاجل، في مسألة الزود عن هوية العائلة وحقوقها، عبر تقديم حقيقة الهوية الجنسية (الذكورية والأنثوية) من خلال مؤتمرات وندوات وبرامج تثقيفية في المدارس والجامعات والرعايا والنوادي، تسلط الضوء على نور الوحي الإلهي، في مسألة تحديد الهوية الجنسية ورأي الكنيسة الواضح في المثلية الجنسية والتحوّل الجنسي.
وفلا يمكن تقديم الشواذ كحقيقة طبيعية أو كحالة جب التأقلم معها على أنها حالة عادية وطبيعية. فهل سنحتاج في لبنان الى مظاهرة مليونية دعما لحقوق العائلة ولهوية المرأة والرجل؟