في قرية بايهنلو النائية في التيبت التي تحيط بها قمم جبال الهيملايا، والتي لا يمكن بلوغها إلّا سيراً على الأقدام أو على متن الحصان، يرتفع صليب كنيسة بناها المرسلون الفرنسيّون في نهاية القرن التاسع عشر، بشكل معبد صيني متقوّس.
وبحسب المعلومات التاريخية التي أوردها موقع ndtv.com الإلكتروني، كان البابا غريغوريوس السادس عشر قد خصّص التيبت لإرساليات باريس الغربيّة، بعد أن أُجبِرَت الصين على فتح أبوابها إثر هزيمتها في حرب الأفيون الأولى. لكنّ المبشّرين تعرّضوا في ذاك الزمن للذبح على يد النسّاك الذين اعترضوا على “اجتياح المسيح أرضهم البوذيّة”. وبعد نصر الشيوعية في الحرب الأهلية الصينية سنة 1949، كان يتمّ اعتقال أفراد الإرساليات الغربية وطردهم بعد إساءة معاملتهم، على أنّهم “عملاء للإمبريالية”. ومع إغلاق الكنائس أو تحويلها إلى مدارس، كان المسيحيون يُسجَنون أو يُضطهدون. إلّا أنّ مذهب الكاثوليكية بقي صامداً بين الفلاحين الفقراء الذين كرّسوا حياتهم لعيش إيمانهم. وفي مرحلة ثانية، نذكر الضرر والدمار اللذين أحدثتهما “ثورة ماو الثقافيّة” (1966 – 1976). لكنّ مسيحيي التيبت تابعوا الاحتفال بأعيادهم وممارسة طقوسهم، لنصل إلى زمننا الحالي، وبلوغ كنائس التيبت عدد 16.
من ناحيته، يقول كاهن الرعية هان شنغ المعروف باسم الأب فرنسيس (39 عاماً)، إنّ هناك أكثر من 10 آلاف كاثوليكي في المناطق الصينية التابعة للتيبت، بما فيها بايهنلو. وفيما تطلب سلطات الصين الشيوعية أن تخضع الديانات لمراقبة الدولة، تعترف كنيسة صينية “سرية” منفصلة بسلطة قداسة البابا فرنسيس. تجدر الإشارة إلى أنّ معظم أهل التيبت المتديّنين هم بوذيّون.