استذكر المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في المملكة مرور سنة على الزيارة التاريخية التي قام بها البابا فرنسيس قبل عام إلى المملكة. وعبّر المركز ببيان صدر اليوم مديره العام الأب رفعت بدر عن فخره بتلك الزيارة البابوية الرابعة، وقال بأن تزامنها مع عيد الاستقلال جعلها تحمل دلالات ورموزاً كبيرة وأملاً بأن نجد لها ثماراً يانعة في المستقبل. وقال المركز إن قداسة البابا قد حظي باستقبال حار يعبّر عن الحفاوة الأردنية. وقد وصف البابا في خطابه الرسمي الأول في قصر الحسينية، جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بأنه “صانع سلام”، فيما قال جلالته لقداسة البابا بأنه “باني الجسور”، وهي من أبرز الصفات التي يوصف بها الحبر الأعظم. وتوقف الأب بدر عند القداس الحاشد الذي جرى في ستاد عمّان الدولي، وشارك به عشرات الألوف من المواطنين أو المقيمين في المملكة. وأضاف إن قداسة البابا قد التقى ليس بالكنيسة الأردنية فقط، وإنّما بكنائس الشرق الأوسط كافة، والممثلة ببطاركة الشرق الذين جاؤوا إلى الأردن وشاركوا بأحداث الزيارة ملّبين دعوة رسمية من بطريرك القدس للاتين فؤاد الطوال. أمّا الزيارة التاريخية الهامة التي قام بها قداسة البابا إلى موقع معمودية السيد المسيح (المغطس) فاستأثرت باهتمام إعلامي عالمي، ذلك أن جلالة الملك وجلالة الملكة وسمو ولي العهد قد استقبلوا قداسته عند مياه نهر الأردن المقدسة، التي لمسها بيده، وهو ما سيؤثر إيجابا على السياحة الدينية إلى بلدنا الحبيب الذي يزخر بالأماكن الدينية التاريخية الفريدة. وقال إن التاريخ الأردني الحافل باستقبال أربعة بابوات في نصف قرن، ينطوي على دلالة على الأهمية التاريخية المقدسة لتراب ومياه وإنسان بلدنا، وقبل ذلك على حكمة القيادة وانفتاحها لمدّ جسور تواصل مع العالم. وقال البيان إنّ تقدير الفاتيكان للأردن كبير جداً، وقد تمثل قبل يومين بتعيين أول أردني سفيراً بابوياً وهو المطران غالب بدر. وفي كنيسة المعمودية كذلك صلّى قداسة البابا مع المرضى والمتألمين واللاجئين ولمس معاناتهم، ودعا العالم إلى وقف إمداد الجماعات الإرهابية بالسلام، لكي ينتبه البشر إلى كرامة الإنسان وضرورة احترامها بشكل مطلق. وهنا كذلك نشير إلى أفواج المهجّرين الذين قدموا إلى الأردن، بعد الزيارة البابوية وهم يحظون باهتمام الكنيسة الجامعة والمحلية، وقد أشاد البابا بجهود استضافة الإخوة الوافدين، وبالعمل الكبير الذي تقوم به جمعية الكاريتاس الخيرية التابعة لكنيسته الكاثوليكية. وقال المركز إنّ قداسة البابا قد استذكر زيارته إلى الأردن، في مستهل زيارته إلى الأرض المقدسة، وذلك خلال لقائه السنوي العام مع دبلوماسيي الدول المعتمدين لدى الكرسي الرسولي – الفاتيكان، وقال “بأني وجدت روح الضيافة في الأردن، الذي زرته في بداية حجي إلى الأرض المقدسة”، مشيراً بشكل خاص إلى الالتزام حيال اللاجئين القادمين من بلدان أخرى من الشرق الأوسط. واختتم المركز بيانه برفع التهنئة الصادقة إلى مقام صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وإلى الأسرة الهاشمية والأسرة الأردنية الكبيرة، بمناسبة عيد الاستقلال الـ69، وحيّا الصورة المشرّفة والمشرقة للأردن، معبّراً عن أمله في أن يكمل مسيرته ورسالته كبلد أنموذج في تراحمه، ومحبته، ووحدته الوطنية، التي تجّملها التعددية الدينية الراقية.
Help us mantain ZENIT
إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير