أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، أريد اليوم أن أتحدّث عن الخطوبة. إنها الزمن الذي يُدعى فيه الشخصان ليكتشف الواحد الآخر شيئًا فشيئًا وبشكل متبادل: إنّه إلتزام جميل ويتطلّبه الحبّ عينه، لأنّ الحبّ ليس فقط سعادة هانئة وإحساسًا ساحرًا… وبالتالي فعهد الحبّ بين الرجل والمرأة، عهد للحياة لا يُرتجل بل يُتعلَّم ويُشحّذ. إنّه عهد حِرَفيّ أن تجعل من حياتان حياةً واحدة، إنّها أيضًا معجزة الحريّة والقلب التي أوكلت للإيمان. إنّ الكنيسة بحكمتها تحافظ على التميّيز بين الخطوبة والزواج فلنتنبّه إذًا لكي لا نستخفَّ بهذا التعليم الحكيم الذي يتغذّى أيضًا من خبرة الحبّ الزوجيّ المعاش بسعادة. لذلك ينبغي إعادة تثمين الخطوبة كزمن معرفة متبادلة ومشاركة في مشروع ما. ينبغي أن توضع مسيرة الإستعداد للزواج في هذا المنظار، بالإستفادة من شهادة الأزواج المسيحيّين البسيطة وإنّما المفعمة بالزخم. وبالتشديد هنا أيضًا على الجوهريّ: إعادة إكتشاف الكتاب المقدّس معًا؛ والصلاة التي تُعاش في العائلة ليس فقط في بُعدِها الليتورجيّ وإنّما في بعدها البيتيّ أيضًا؛ الإعتراف والمناولة التي من خلالها يأتي الربّ ليُقيم في الخُطّاب ويُعدّهم ليقبل حقًّا واحدهم الآخر “بنعمة المسيح”. أيه الإخوة والأخوات الأعزاء، يمكن لزمن الخطوبة أن يصبح فعلاً زمن تنشئة على مفاجأة العطايا الروحيّة التي، وبواسطة الكنيسة، يُغني بها الربّ أفق العائلة الجديدة التي تستعد لتعيش في بركته]
ANSA
قَدَاسَةُ البَابَا فرنسيس المُقَابَلَةُ العَامَّةُ 27 مايو / أيار 2015 ساحة القديس بطرس
مختصر من كلمة البابا اليوم