توجد ثلاث مجموعات من المسيحيين اليوم: من يبعدون الناس عن يسوع لأنهم منغلقون في علاقتهم مع الله، من يستغلون الشعب والكنيسة من أجل مصالحهم الخاصة ومن يسمعون صراخ من يطلبون الله. هذا باختصار ما قاله البابا اليوم أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا.
علّق البابا على إنجيل القديس مرقس 10: 46 – 52 على شفاء ابن طيماوس وهو برطيماوس الأعمى الذي كان جالسًا على الطريق يستعطي. وعندما سمع بأنه يسوع الناصري أخذ يصيح وأما الناس من حوله وهنا أشار إليهم البابا بالرسل فأخذوا ينتهروه ليسكت. عدّد البابا ثلاث مجموعات من الناس: مجموعة تكتفي بعلاقتها بيسوع، علاقة “منغلقة وأنانية” ولا تسمع صراخ الآخرين” إنّ هذا النوع من الناس والذي لا يزال حتى يومنا هذا لا يسمع صراخ من هم بحاجة إلى يسوع. هي مجموعة من الناس اللامبالين، لا يسمعون ويظنون بأنّ الحياة تتمحور حولهم ليس إلاّ؛ هم مكتفون بذاتهم ويصمّون آذانهم على الكثير من الناس الذي يتوقون الى الخلاص ويحتاجون الى مساعدة يسوع والى مساعدة الكنيسة. إنهم أناس أنانيون، يعيشون من أجل أنفسهم وعاجزون عن سماع صوت يسوع”.
وتابع البابا: “توجد مجموعة ثانية تسمع صراخ من يلتمسون المساعدة ولكنها تريد أن تسكتهم. تمامًا مثل ما كان يفعل التلاميذ بإبعاد الأطفال حتى لا يزعجوا المعلّم. بنظرهم المعلّم هو لهم وحدهم وليس للجميع. هؤلاء الناس يبعدون عن يسوع من يصيحون ومن هم بحاجة الى الإيمان وبحاجة الى الخلاص. ومن بينهم نجد “رجال الأعمال” القريبين من يسوع وهم في الهيكل يتظاهرون بأنهم يحبون الدين ولكنّ يسوع طردهم من الهيكل لأنهم كانوا يتاجرون في بيت الله. إنهم أناس لا يريدون أن يسمعوا صراخ المساعدة بل يفضّلون أن يقوموا بأعمالهم الخاصة ويستغلون شعب الله والكنيسة من أجل إتمام صفقاتهم الخاصة”. في هذه المجموعة يوجد مسيحيون لا يشهدون للمسيح. إنهم مسيحيون بالإسم، مسيحيون في الصالونات وفي مراكز الاستقبال إنما حياتهم الداخلية ليست مسيحية بل دنيوية. إنهم يدّعون بأنهم مسيحيون ويتصرفون عكس ذلك يعيشون حياة دنيوية”.
ثم توجد مجموعة ثالثة من المسيحيين وهي المجموعة التي يساعد أفرادها على تقريب الناس من يسوع. إنهم متناغمون مع ما يؤمنون به وما يعيشونه ويساعدون على تقريب الناس من يسوع، كل من يصيحون طالبين الخلاص والنعمة والشفاء الروحي لنفوسهم”.
وختم البابا: “سيكون من المفيد اليوم أن نقوم بفحص ضمائرنا لكي نفهم ما إذا كنا مسيحيين يبعدون الناس عن يسوع أو يقرّبونهم إليه لأننا نسمع صراخ الكثير من الناس الذين يسألون الخلاص”.