استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح الخميس في القصر الرسولي بالفاتيكان أساقفة جمهورية الدومينيكان في زيارة تقليدية للأعتاب الرسولية، وسلّمهم كلمة عبّر فيها عن سروره بلقائهم، وأمل بأن تشكل صلاتهم أمام ضريحي القديسين بطرس وبولس ينبوع تجدد وتساعد في تعزيز الشركة الكنسية من أجل الإجابة على متطلبات العمل المشترك والمنسّق لصالح تعزيز الرقي الروحي والمادي لشعب الله الموكل إليهم. وإذ أشار بعدها لبدء البشارة في القارة الأمريكية، توقّف الأب الأقدس عند القيم المسيحية التي تعزز التعايش من خلال مختلف الأعمال الاجتماعية لصالح التربية والثقافة والصحة، ولفت أيضا لوجود رعايا عديدة بجمهورية الدومينيكان ولالتزام المؤمنين العلمانيين في حياة الكنيسة، والعدد الكبير للدعوات إلى الكهنوت والحياة المكرسة.
أشار البابا فرنسيس في كلمته لأساقفة جمهورية الدومينيكان إلى أن الزواج والعائلة يمرّان بأزمة ثقافية جادّة، وذكّر بأن العائلة هي المكان حيث يتعلّم المرء التعايش في الاختلاف، والمسامحة واختبار المغفرة، وحيث ينقل الأهل القيم والإيمان للأبناء. وفي إشارة ليوبيل الرحمة، تحدث الأب الأقدس عن المصالحة العائلية كخير للتعايش السلمي، وتحدث عن أهمية تقديم جمال الزواج المسيحي، كفِعل إيمان وحب.
دعا البابا أساقفة جمهورية الدومينيكان للاعتناء بالكهنة، وتحدث عن اهتمام الإكليروس بالضعفاء والمعوزين وأشار أيضا لأهمية تعزيز التنشئة الإنسانية والفكرية والروحية في الإكليريكيات من أجل لقاء حقيقي مع الرب، كما وشدد على الاهتمام الرعوي بالمهاجرين ولاسيما القادمين من جزيرة هاييتي المجاورة والذين يبحثون عن أوضاع حياتية أفضل. ولفت الأب الأقدس في كلمته لأهمية تعزيز مبادرات الأخوة والسلام بين البلدين واندماج المهاجرين في المجتمع والجماعة الكنسية. وأشار البابا فرنسيس للجهود التي يبذلها أساقفة جمهورية الدومينيكان لمواجهة مشاكل خطيرة تعاني منها البلاد، كالاتجار بالبشر وبالمخدرات، إضافة إلى الفساد والعنف المنزلي واستغلال القاصرين وانعدام الأمن الاجتماعي، وذكّر بعدها بالرباط العميق بين البشارة بالإنجيل والرقيّ الإنساني، وبالاهتمام بالفقراء.
أشار البابا فرنسيس في كلمته لأساقفة جمهورية الدومينيكان للرسالة القارية المنبثقة عن مستند أباريسيدا والبرامج الرعوية المحلية، وهما أساسيتان من أجل التعاون بين الكنائس المحلية، ولفت أيضا لالتزام المؤمنين العلمانيين في عمل البشارة على الصعيد الوطني والأبرشي، ولضرورة الاهتمام بالتنشئة العقائدية والروحية، كما وتوقف عند ضرورة الاهتمام الدائم برعوية الشباب وشدد على أهمية التربية المسيحية. هذا وختم البابا فرنسيس كلمته لأساقفة جمهورية الدومينيكان في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية بالدعوة لتجديد التزامهم في حماية البيئة موكلا الجميع لشفاعة مريم العذراء، ومانحا الكل بركته الرسولية.