Pope Francis celebrating Mass in Santa Marta

PHOTO.VA

البابا فرنسيس: "حافظوا على هويتكم المسيحية"

البابا فرنسيس في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا

Share this Entry

“حافظوا على هويتكم المسيحية واسمحوا للروح القدس بأن يقودكم الى الأمام في الحياة” هذا ما ركّز عليه اليوم البابا فرنسيس في أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا محذّرًا من كل الذين يريدون أن يحوّلوا المسيحية الى “فكرة جميلة” طالبين أن يتحلّوا ب”هوية جديدة” ونبّه من خطر آخر يهدد الشهادة المسيحية وهو روح العالم الذي “يفقدنا الضمير” ويدفعنا الى القبول بكل شيء.

“ما هي الهوية المسيحية؟” طرح البابا في عظته اليوم هذا السؤال منطلقًا من رسالة القديس بولس الثانية الى أهل قورنتس (1: 18 – 22) ذاكرًا بأنّ “بولس بدأ بالتحدث الى أهل قورنتس عن هوية يسوع. “إنه صحيح بأنه لكي نحقق هذه الهوية المسيحية، جعلنا الله نقوم “بمسيرة طويلة في التاريخ” حتى أرسل ابنه الوحيد الى العالم.

“نحن أيضًا مدعوون في حياتنا لأن نسلك مسارًا طويلاً حتى تصبح هويتنا المسيحية قوية ونصبح بذلك قادرين على “الشهادة”. إنها مسيرة تنطلق من الغموض الى الهوية الحقيقية”. إنه صحيح بأنّ الخطيئة توقعنا لكننا نحن نملك قوة الرب لكي نقوم من جديد ونمضي الى الأمام بهويتنا. ولكن سأقول أيضًا بأنّ الخطيئة هي جزء من هويتنا: نحن خطأة ولكننا خطأة يؤمنون بيسوع المسيح. وإيماننا ليس مجرّد معرفة فحسب، لا. إنه إيمان منحنا إياه الله وهو يثبّتنا في المسيح. لقد مُسحنا وخُتمنا ومنحنا الروح عربونًا في قلوبنا. والله هو الذي يمنحنا عطية الهوية”.

وأضاف البابا: “علينا أن نكون أمناء لهذه الهوية المسيحية وأن نسمح بالتالي للروح القدس أن يقودنا. فنحن لسنا أشخاصًا يسيرون خلف فلسفة معينة إنما نحن مُسحنا ونملك “ضمانة الروح القدس”. إنها هوية جميلة تنكشف من خلال الشهادة. من هنا، يحدّثنا يسوع عن الشهادة باعتبارها هويتنا المسيحية. يمكن لهويتنا أن تتعرّض للتجربة بما أننا خطأة”. من هنا نبّه البابا الى خطرين: “أولاً الانتقال من الشهادة الى الأفكار أي إضعاف الشهادة فنقول: “نعم أنا مسيحي والمسيحية هي أمر جميل وأنا أصلي الى الله” فأشار البابا هنا الى أننا ننتقل بذلك من الديانة المسيحية الى فلسفة. وتابع: “هذه ليست هويتنا المسيحية لأنه خلف هويتنا نجد العثرة والتجربة”.

في حين أنّ الخطر الثاني الذي يحدق بهويتنا المسيحية فدعاه البابا بروح العالم الذي يفقدنا ضميرنا فنقبل كل شيء يُعرض علينا. “نعم أنا مسيحي ولكنني أقبل بذلك وبذلك أيضًا..” ولا نتحدّث عن الأمور الأخلاقية فحسب بل عن الأمور البشرية أيضًا. “روح العالم هو أمر بشري وهكذا يفسد الملح فنجد جماعات مسيحية كثيرة تقول بأنها مسيحية ولكنها تجهل الشهادة ليسوع”.

ثم ختم البابا مستشهدًا بالقديس بولس الذي كان يفتخر بيسوع الذي تجسّد ومات طاعة لأبيه و”هذه هي هويتنا ومنها نستقي شهادتنا. هي نعمة علينا أن نسألها من الرب لكي يمنحنا إياها على الدوام حيث لا تتأقلم مع أمور العالم ولا تُفسد”.  

Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير