Pope Francis celebrating the Holy Mass in the Parque del Bicentenario

CTV

البابا فرنسيس: "أن يبذل الإنسان ذاته يعني أن يسمح لقوة الحب التي هي روح الله أن تعمل فيه"

في عظته من منتزه المئوية الثانية يركّز على التبشير والوحدة

Share this Entry

ترأّس البابا فرنسيس اليوم الثلاثاء في إطار زيارته الى الإكوادور قداسًا احتفاليًا بعد أن التقى بالأساقفة في كويتو، في منتزه المئوية الثانية. وقد حضر حشد غفير من المؤمنين والأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات وأبرز ما قال في عظته: “تـدعونا كلمة الله الى العيش بالوحدة حتى يؤمن العالم. أفكّر بكلمات يسوع في هذا العشاء الأخير التي تشبه الصرخة في هذه الذبيحة الإلهية في منتزه “المئوية الثانية” ونشير بذلك الى المئوية الثانية لتلك الصرخة لاستقلال أمريكا اللاتينية. كانت هذه صرخة ولدت من الشعور بغياب الحريّات وبالاستغلال والابتزاز، “والخضوع للمناسبات المُحتملة التي تخطُر على بال عظماء الساعة” (فرح الإنجيل، 213).

ثم ركّز البابا عظته على التبشير والوحدة مستعينًا بمقتطفات من فرح الإنجيل وقال: “يمكن للتبشير أن يكون وسيلة ليوحّد آمالنا وهمومنا ومثالياتنا” وأضاف: “تظهر من جديد أشكال حروب مختلفة ونزاعات وبالأخص في بعض البلدان. نشدد، نحن المسيحيين، على الاقتراح القاضي بالاعتراف بالآخر، وعلاج الجراح، وبناء الجسور، وتمتين العلاقات والمساندة “في حمل بعضنا أثقال بعض” (غل 6: 2) (فرح الإنجيل 67). إنّ الرغبة في الوحدة تنطوي على فرح التبشير بالإنجيل والاقتناع بأننا نملك كنزًا كبيرًا نتشاركه، ينمو كل ما تشاركناه ويصبح حساسًا أكثر أمام حاجات الآخرين (المرجع نفسه، 9). من هنا، تدعو الحاجة الى العمل على الاندماج على كل الأصعدة من أجل تجنّب كل أشكال الأنانية وأن نبني الحوار والتواصل ونشجّع التعاون. نحن بحاجة الى أن نعهد قلوبنا الى كل من يرافقوننا في المسير من دون شك أو ريبة. “الثقة بالآخرين هو فن والسلام هو فن أيضًا” (المرجع نفسه، 244).

وأوضح: “هذه الوحدة هي فنّ الرسالة “التي يمكن من خلالها أن يؤمن العالم”. التبشير لا يعني أن نجعل الناس يهتدون الى الدين بل جذب كل البعيدين من خلال شهادتنا بتواضع، بقربنا من كل من يشعرون أنفسهم بعيدين عن الله والكنيسة، لكل الخائفين واللامبالين وأن نقول لهم: “الرب يدعوك أنت أيضًا لتكون من شعبه، يدعوك بعظيم احترام ومحبة”. (المرجع نفسه، 113).

ثم قال: “يمكن لصلاة يسوع أن تتحقق لأنه كرّسنا. “أكرّس نفسي من أجلهم، ليكونوا هم أيضًا مكرَّسين بالحق” (يو 17: 19). إنّ الحياة الروحية لكل مبشّر تنبع من حقيقته العميقة التي لا يجب أن تتمازج مع أوقات دينية توفّر الراحة ولا تغذّي اللقاء مع الآخرين والالتزام في العالم وشغف التبشير بالإنجيل (المرجع نفسه، 78).

يسوع يصلي من أجلنا حتى ننتمي كلنا الى عائلة كبيرة حيث يكون الله هو الآب ونحن كلنا إخوة لبعضنا بعضًا. وهذا لا يعني أن نملك جميعًا الأذواق نفسها والهموم نفسها والمواهب نفسها. نحن إخوة لأننا الله خلقنا بدافع الحب “وقدّر لنا منذ القدم أن يتبنانا بيسوع المسيح، على ما ارتضته مشيئته” (أف 1: 5). “نحن إخوة لأنّ “الله أرسل روح ابنه الى قلوبنا، الروح الذي ينادي: “يا أبتِ” (غل 4: 6). نحن إخوة “لأننا بُرِّرنا بدمه” (رو 5: 9)، لقد انتقلنا من الموت الى الحياة. “فنحن ورثة: ورثة الله وشركاء المسيح في الميراث” (رو 8: 17) وهذا هو الخلاص الذي يحققه الله وتعلنه الكنيسة بفرح: أن نكون شركاء بِ “نحن” الإلهية.

ثم ذكّر البابا بكلام القديس بولس: “الويل لي إن لم أبشّر” (1 كو 9: 16) هذه الصرخة هي جد ملحّة وضرورية تمامًا مثلما يُطلق من يتوقون الى الحرية. لهما نفس الوقع. كونوا شهداء الاتحاد الأخوي الذي يصبح متألّقًا!”

وختم البابا: “كم سيكون جميلاً لو تأمّلنا بطريقة اهتمامنا ببعض. كيف أننا نشجّع بعضنا ونرافق بعضنا. إنّ هبة الذات هي التي تسوّي العلاقة بين الأشخاص وهي لا تولد من خلال إعطاء “أشياء” بل من خلال بذل الذات. في كل هبة، يقدّم الإنسان نفسه. “أن نعطي ذاتنا” يعني أن نترك لقوة الحب أن تعمل فينا وهي روح الله وهكذا نفسح المجال أمام قوّته الخالقة. من خلال إعطاء ذاته يلتقي الإنسان مجدّدًا بذاته بهويته الحقيقيّة كابن لله وشبيه للآب ومِثله مُعطٍ للحياة، وأخ ليسوع الذي يقدم له شهادة.. هذا هو التبشير وهذه هي ثورتنا لأنّ إيماننا هو دائمًا ثوري وهذه هي صرختنا الأكثر عمقًا وأكثر ثباتًا.    

***

نقلته الى العربية (بتصرف) ألين كنعان – وكالة زينيت العالمية

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير