أين نحن من روح بولس الرسول

في زمن يحتاج إلى الحرية الحقة أكثر من أي زمن مضى

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

كانت فيلبي أول مدينة “أوروبية” بشرها القديس بولس. وما أن وصل مينائها شرقي مقدونيا حتى بدأ عمله التبشيري غلى الفور و كان برفقة سيلا.
غير أن المشاكل بدأت تلوح في الأفق ما أن حرر رسول الأمم شابة من روح عرافة.
يبدو أن الفتاة كانت تعمل كجارية وتدر من عملها في ” التنبؤ بالمستقبل“، الكثير من المال لمواليها!!!
إسم يسوع و رسوله هذا هز عالم رفاهيتهم ، و غيّر في مداخيلهم.
و هكذا أمسكوا بولس وسيلا وجرّوهما إلى السوق إلى الحكام و حرّضوا على الرسالة المسيحية التي لم يروا فيها غير أنها مقلقة للغاية.
هذا الشفاء الذي أعاق ربحهم ، أظهر يسوع بصراحة و علانية أنه ”الرب و السيد“!!! لآذاننا نحن، قد تبدو هذه العبارة دينية. ولكن للآذان الرومانية كانت عبارة استفزازية وثورية.
تهديداً ليس فقط للربح، ولكن للسلطة… فكانت النتيجة أن ألقي بولس و سيلا ”في السجن الداخلي وضبط أرجلهما في المقطرة”!
غير أنه نحو منتصف الليل ، و على ما يرد في فصل أعمال الرسل، حدث بغتة زلزلة عظيمة حتى تزعزعت أساسات السجن،
فانفتحت في الحال الأبواب كلها وانفكّت قيود الجميع…”

نعم، بولس هز أرض فيليبي مرتين….
في الأولى حين أعلن عن قوة أكبر من قيصر ومطالبة بولاء أول ليسوع الرب! و في الثانية حين فتح الرب له أبواب السجن و أيضاً في وقت لاحق أبواب قلب السجّان….
واليوم؟
كم من المرات نزج أنفسنا في ”سجن داخلي ” و نضبط أرجلنا في مقطرة التسوية بين مصالحنا مع ”قيصر ” و إيماننا بالله !!!
أين نحن من بولس ، الحر في سجنه ، و المحرر بإسم يسوع؟!
أين نحن من مسيحيتنا الشافية و المحرِرة؟؟؟
و في عالم يتآكله الفساد لمن نعلن الولاء؟!….
السؤال مفيد و يبقى الرجاء أن يلقى كل ”سجن داخلي“ فينا مصير سجن فيليبي في ذاك الليل اليوناني…

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير