“البناء للبقاء” حركة تهدف إلى جمع أكبر عدد ممكن من المؤمنين المقتنعين بأهمية بقائهم في بلدهم الأم، سوريا. وقد أطلق رئيس أساقفة حلب المتروبوليت جان كليمان جانبار صرخة مدوّية حيال ما يحصل في البلاد، وذلك بحسب رسالة من المتروبوليت وردت وكالة زينيت العالمية، كتبها بتاريخ 2 تموز الحالي.
فقد استهلّ المتروبوليت رسالته بشرح الوضع الراهن في حلب، واصفاً شهر نيسان الماضي بشهر الكراهية والكوارث. فعيد الفصح ترافق مع عدد كبير من القنابل، وعدد أكبر من الشوارع والشقق والمؤسسات المسيحية المستهدفة، مما تسبّب بمقتل العديد من المؤمنين، كما بانقطاع التيّار الكهربائي ونقص في المياه ومواد التدفئة، بدون أن ننسى العوز المترافق مع غلاء المعيشة بسبب انخفاض العملة المحليّة. ثمّ ذكر المتروبوليت بالكنائس المتضرّرة ومباني المطرانية العائدة إلى القرنَين السابع والثامن عشر. وفي السياق نفسه، تكلّم المتروبوليت عن هجرة الكثير من العائلات نحو مواقع أكثر هدوءاً، وإلى أماكن لقوا فيها الترحيب، بعد سنوات من النضال.
من ناحية أخرى، قال المتروبوليت إنّ التصرّف لاستمرار الوجود المسيحي في البلاد مسؤولية كبيرة مقدّسة، تقع على عاتق المنتمين إلى سلالة الرسل الذين أسسوا الكنيسة، خاصة وأنّ بولس اهتدى على طريق دمشق! ولا ننسى أنّه قبِل سرَّي العماد والتثبيت، ورُسِمَ كاهناً من قِبل كنيسة سوريا انطلاقاً من دمشق. “أفلا تستحقّ هذه الكنيسة التي روى دم شهدائها أرض بلادنا، أن يتمّ إنقاذها ومساعدتها لتكمل مسارها على دروب الإيمان المسيحي؟” ومن هذا المنطلق، عاد المتروبوليت وأكّد أنّه بالنسبة إلى الأساقفة وإلى رعاة المؤمنين في سوريا، “إنّ التصرّف بهدف أن يبقى الوجود المسيحي في البلاد واجب مقدّس، باركه روح ربنا منذ ولادته في القدس، يوم العنصرة الذي أتى فيه آلاف السوريين اليهود بهدف الحجّ، وقد عمّدهم بطرس والرسل شخصياً”.
(أع 2 : 41)
وعاد المتروبوليت وذكّر بأنّ المساعدة الإنسانية أصبحت أولوية. “نحن نبذل جهداً لنسمح للمؤمنين بالعيش. نحن نقف قربهم لتشجيعهم، ونحاول أن نعطيهم أسباباً ليؤمنوا بمستقبل واعد في بلد غنيّ بثقافته وتاريخه وإرثه وأرضه المليئة بالخيرات. من هنا، انطلق نداء مشروع “البناء للبقاء”، والذي يهدف إلى جمع أكبر عدد من المؤمنين المقتنعين بأهمية ملازمتهم بلادهم. معاً، نودّ أن نوصل رسالة إيجابية مفادها التفاؤل، والذي بدوره يشجّع على المثابرة”. أمّا على أرض الواقع، فهذه المثابرة تتمثّل في تطبيق برنامج المساعدات والدعم، بصورة إعادة بناء المتاجر الصغيرة والمشاغل المتضرّرة، كما إعادة تأهيل المنازل التي تركها أصحابها بسبب الحرب.
وختم المتروبوليت رسالته قائلاً: “إن كنتم تريدون لنا الخير، صلّوا لتنتهي الحرب. إن كنتم تريدون لنا الخير، طالبوا بالسلام لبلدنا وساعدونا لدعم المسيحيين الذين قرّروا البقاء، وساعدونا لمرافقتهم في نضالهم ضدّ الفشل وجهودهم للبناء والبقاء”.