أسيزي، 16 يونيو 2007 (ZENIT.org). – عن إذاعة الفاتيكان – ألقى الأب الأقدس عظة أثناء القداس الإلهي في الباحة السفلى لبازيليك القديس فرنسيس في أسيزي حيا في مستهلها راعي أبرشية أسيزي نوشيرا أومبرا وغوالدو تادينو وكل أبنائها ومؤمنيها ومندوبه الخاص إلى البازيليكتين البابويتين في المدينة الكاردينال أتّيليو نيكورا كما حيا الرهبان الفرنسيسكان سليلي القديس العظيم والحضور الرسمي الحكومي والمدني.
تكلم البابا على الاهتداء كونه العودة إلى صلب الرسالة المسيحية وإلى جذور الإنسان الوجودية وعدّد وجوها ثلاث تميزت باهتدائها وهي داود النبي وفرنسيس الأسيزي وبولس الرسول وقال إن داود حلقةٌ في تاريخ سلسلة اهتمام الله الدائم بشعبه اختير في وقت عصيب ليقود الشعب إلى الخلاص. شخصية داود مزيج من عظمة تاريخية ودينية في الآن معا كون الإنسان يحمل في قسماته صورة الله وهو موضوع حبه ولكنه شقي لأنه يستغل حريته لصنع الشر. وأشار البابا إلى أن هداية فرنسيس الأسيزي دفعته إلى أعمال الرحمة وأكسبته رحمة فلم يكن تقبيلُه للبرص تصرفَ من يحب البشر أم اهتداءً اجتماعيا بل اختبار ديني حق دفعه إليه حب ونعمة الله. وقال إن الإنسان هو الإنسان ويبلغ نضوجه بقدر ما يحيا مع الله وفي الله في وجوه الإخوة البشر. وانتقل البابا ليتكلم على مسيرة بولس الرسول الاهتدائية التي تمحورت حول خدمة يسوع المسيح مصلوبا لأن علامة الصليب التي طبعت حياته بالآلام هي فخرُه وتكريسُه خادما حقا وأمينا ليسوع بحمى حب الرب.
بالعودة إلى القديس فرنسيس قال الأب الأقدس إنه هام بالمسيح حتى أضحت مسيرته جهدا يوميا لمحاكاة يسوع الرب. فحياة فرنسيس المهتدي إلى المسيح هي عملُ حب ورغبةٌ دائمة في التغيير ليصير صورة محّقَّقة فيه: لقد برع فرنسيس في هذه الأمور لأنه انطلق من يسوع المسيح السلامِ الحق. وما إنجيل اليوم عن دموع الخاطئة التي سكبت الطيب على قدمي يسوع إلا مثال على نعمة المسيح المنقّية للعيون والمطهّرة القلوب التي تهدي إلى الله المحبة. ونوه البابا ببادرة السعيد الذكر يوحنا بولس الثاني للقاء الصلاة من أجل السلام عام 1986 حين اختار أسيزي مكانا له وشهادة فرنسيس خيرَ مثال للحوار والتلاقي باسم الأخوة والإنسانية. وختم عظته طالبا من القديس فرنسيس نعمة اهتداء أصيل وكامل إلى محبة المسيح.