أنهى رئيس أساقفة دينفر منذ فترة ولايتين على رأس اللجنة الأميركية حول الحريات الدينية في العالم، وهي وكالة مستقلة أُسست في العام 1998 لمراقبة حالة الحريات الدينية خارج الحدود الجغرافية، كما هو منصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وكان المونسنيور شابوت الذي عُيّن من قبل الرئيس الأميركي جورج بوش قد توقع أن يخدم لولاية واحدة فقط، إلا أنه بقي على رأس اللجنة لمدة أربع سنوات.
وفي حديث إلى وكالة زينت حول مدة ولايته على رأس اللجنة، تكلم المونسنيور شابوت عن الصعوبات في إحراز تقدم في مجال الحريات الدينية، قال: “الجميع بالكاد يعيرها اهتماماً بسبب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ولكن في خارج الولايات المتحدة، ثمة دول تحاول أن تقيم الدنيا وتقعدها بهذا الخصوص، وفي دول متطرفة مثل إيران وكوريا الشمالية، إن فكرة الحريات الدينية لا تعني شيئاً بتاتاً”.
“إذاً لا زال هناك الكثير ليُنجَز”
مهمة مثبطة للعزيمة
وفي ما خص التقدم الذي حققته اللجنة قال المونسنيور شابوت: “من الصعب جداً أن نقيسه لأن هناك هوة شاسعة بين ما يلحظه القانون حرفياً والطريقة التي يتمّ فيها تطبيق القانون أو تجاهله في العديد من البلدان”.
“إن أهمية اللجنة تكمن في كونها شاهداً على الحريات الدينية في العالم. وهذا وحده من شأنه أن يجعلها تستحق العناء. ولكن الغريب هو أن وزارة خارجيتنا نفسها تعيق في أحيان كثيرة عمل اللجنة لأسباب دبلوماسية”.
وأضاف الأسقف البالغ 62 عاماً من العمر “إن بعض أصدقاء أميركا هم من بين أسوأ منتهكي الحريات الدينية – بدءاً بالمملكة العربية السعودية.
وتقوم اللجنة بتصنيف الدول بحسب الممارسات التي تحدّ من الحريات الدينية.
أما البلدان التي تسبب أعلى مستوى من القلق فهي ما يعرَف ب”الدول التي تشكل مصدر قلق أساسي” وتتضمن دولاً مثل بورما وكوريا الشمالية وإرتريا وإيران وباكستان والصين والمملكة العربية السعودية والسودان وتركمنستان وأوزبكستان والفييتنام.
كما أن هناك قائمة بالدول الخاضعة للرقابة. وهي تشمل العراق وأفغانستان وبنغلادش وروسيا البيضاء وكوبا ومصر وإندونيسيا ونيجيريا.
في الولايات المتحدة
رداً على سؤال حول الحريات الدينية في الولايات المتحدة، قال المونسنيور شابوت إن “الأميركيين يتمتعون بمستوى عالٍ من الحريات الدينية”.
“هذا الأمر ليس مفاجئاً، فجذور الولايات المتحدة متأثرة بشكل كبير بالإيمان المسيحي. ولكننا نعتبر حريتنا تحصيل حاصل وهذا أمر يفتقر إلى الحكمة”.
ولكنه أضاف: “أظن أن ثمة تعصب علماني أعمى يتبلور في هذا البلد وهذا أمر مؤسف”.
وقد كتب كريستوفر لاش في بداية التسعينيات من هذا القرن، قبيل وفاته، كتاباً حول هذا الموضوع بعنوان: “ثورة النخب” وهو كتاب يجب أن يكون ضمن قائمة الكتب الأساسية التي يقرأها كل كاثوليكي”.