وقد انطلق البطريرك في حديثه من آية سفر التكوين: “رجلاً وامرأة خلقهما”.
وقال غبطته: ” خلق الله الانسان ذكرا وأنثى. ولكن هناك منظمات دولية كثيرة تقول بالنوع. وهذه لفظة لا تخلو من ابهام. وهي تدل على الدور الذي يقوم به كل من الرجال والنساء في المجتمع. وهذا الدور ينشأ عبر التاريخ، وهو نتاج التفاعل بين الطبيعة والثقافة، وهو ينشأ ويزول بنشوء وزوال ثقافة معينة أو أشخاص معينين”. وأشار البطريرك أن هذه الثورة الثقافية الجديدة ” تستبيح كل نوع من أنواع الانحرافات. وهناك من يريدون اعلان حق النوع، كما أعلنت حقوق الانسان”.
وأشار غبطته: “وهذه التفرقة الغريبة بين الجنس والنوع، بين الطبيعة والثقافة، تقضي على بعد الكائن البشري الشخصي، وتحجمه لتجعل منه فردا. وهذه العقيدة، عقيدة النوع تفضي الى اعادة النظر في مفهوم العائلة، وما لها من معنى اجتماعي في خدمة المجتمع”.
وأشار إلى أن في هذه الإيديولوجيات نظرة هدامة للمجتمع وهي “تستند الى نظريات شيوعية ماركسية”.
وأشار البطريرك إلى أن الرجل والمرأة في الحقيقة هما متكاملان ولا يمكن تهميش الهوية المميِّزة لأي منهما: “كل منهما يلبي حاجة الآخر. ويشعر أحدهما الآخر بأنهما مدعوان الى المشاركة بحيث يهب أحدهما الآخر ذاته، وفي هذا يجد كل منهما ما ينشده من سعادة، بحيث يشعر أن كلا منهما موجود من أجل الآخر. وهذا ما يحدو كلا منهما الى الخروج من ذاته ليلتقي الآخر, والله هو عينه، وهو اله محبة، هو من وضع خاتمه على الطبيعة البشرية”.
وأشار البطريرك إلى أن الرجل والمرأة يكملان دعوتهما بالتجاوب كلٌ مع خصائص جنسه: “المرأة وحدها في امكانها أن تكون أما، والرجل وحده في امكانه أن يكون أبا. وهكذا تشرف المحبة المشتركة، التي وضعها الله في قلب الرجل والمرأة، عملية الخلق. والأبوة المشتركة تكشف عن مشاركة خاصة وعن ثقة كبرى بالله. والرجل والمرأة يدعوهما الله للعيش معا، وللعمل معا. هذه هي دعوتهما”.
كما وأشار صاحب الغبطة إلى دعوة الرجل والمرأة التي هي “أن يقبل أحدهما الآخر في الأوساط الاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية، وفي الحياة الخاصة، وأن يبنيا معا عالما قابلا للسكن. وهذا العالم يبلغ ملئه يوم يأتيه الجنسان، أي الرجل والمرأة، بطريقة متناغمة، بمساندتهما الخاصة”.
البطريرك الماروني: " العالم يبلغ ملئه يوم يأتيه الجنسان، أي الرجل والمرأة، بطريقة متناغمة، بمساندتهما الخاصة"
بكركي، 24 يونيو 2007 (ZENIT.org). – تطرق البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في عظته اليوم إلى موضوع “هرطقة” التفريق المعاصرة بين “الجنس” و “النوع”، وهي مشكلة بيوأخلاقية معاصرة تتعرض إلى جذور مفهومنا للجنس الإنساني.