الفاتيكان، 25 يونيو 2007 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي العدد 52 من القسم الثاني من الإرشاد الرسولي “سر المحبة” لقداسة الحبر الأعظم البابا بندكتس السادس عشر حول موضوع الافخارستيا مصدر وغاية حياة الكنيسة ورسالتها.
* * *
المشاركة الفعالة
التحصير الأصيل
52. لقد قام المجمع الفاتيكاني الثاني بتسليط الضوء على ضرورة المشاركة الفعالة والكاملة والمثمرة في الاحتفال الافخارستي من قبل شعب الله بأسره (155).
من دون شك، ساهم التجديد الحالي في تعزيز التقدم الكبير نحو تحقيق أمنيات آباء المجمع. ومع ذلك لا يجب أن نخفي أنه أحيانًا قد تم سوء فهم معنى هذه المشاركة. ولذا من المستحسن أن نوضح أنه بهذه الكلمة لا يُقصد الكلام عن مجرد مشاركة خارجية في الاحتفال.
بالواقع، يجب فهم المشاركة الفعالة التي تمناها المجمع ببعد جوهري أعمق، انطلاقًا من وعي أكبر للسر الذي يتم الاحتفال به ولعلاقته بالوجود اليومي. ما زال تحريض الدستور المجمعي في الليتورجية المقدسة (Sacrosanctum Concilium) يتمتع بآنية تامة، إذ يدعو المؤمنين ألا يشاركوا في الليتورجية الافخارستية “كغرباء أو مشاهدين صامتين”، بل أن يشتركوا “بالعمل المقدس بشكل واعٍ، وتقي وفاعل” (156).
ويتابع المجمع موسعًا التفكير: إن المؤمنين “يتفقهون بكلام الله، ويتجددون على مائدة جسد الرب، ويؤدون الشكر لله، ويتعلمون، وهم يقدمون الذبيحة النقية لا على يدي الكاهن فقط، بل هم معه أيضًا، أن يقدموا ذواتهم فينصهرون يومًا بعد يوم بالمسيح الوسيط في الوحدة مع الآب وفي ما بينهم” (157).