صدد القرية المسيحية في سوريا تقع بالقرب من حمص تئنّ وتتمزّق من مشاهدة أبنائها يذوقون أكثر العذابات وحشية شهدها العالم. 1500 عائلة تمّ أسرهم و45 عائلة أخرى لقوا حتفهم من بينهم مراهقان مع أمهم وثلاثة من أجدادهم. ولكن أين؟ مرميون في البئر!
عاد سكان صدد بعد أن تمّ تهجيرهم منذ شهر من بيوتهم ليكتشفوا حجم الوحشية التي أصابت هذه المنطقة وهي تعتبر من بين الأفظع منذ آذار 2011 عند بداية الحرب في سوريا. وبحسب عون الكنيسة المتألّمة التي تصف الحالة الصعبة في هذه القرية إذ إنّ الأشخاص الأكثر ضعفًا كالعجزة وذوي العاهات والنساء والأطفال قد تعرّضوا لأسوأ أنواع التعذيب والخنق.
تعود الجثث المرمية في بئر في صدد إلى ستة أفراد ينتمون إلى عائلة واحدة وهم مطانيوس الشيخ البالغ من العمر 85 سنة وزوجته حبساه (75 سنة) وابنتهما نجلا (45 سنة) مع حفيدهما رنيم (18 سنة) وأخيه فادي (16 سنة). وبحسب التقارير، فإنّ هذه العائلة قد تمّ رميها في البئر منذ يوم 26 تشرين الأول إلى جانب جدة الأولاد الأبوية مريم البالغة من العمر 90 سنة وتمّ دفن الموتى يوم الاثنين 4 تشرين الثاني.
وفي حديث مع بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث فقد عبّر عن حزنه الشديد وألمه العميق إبّان ما حصل في صدد قائلاً: “كيف يمكن لأحد أن يقوم بشيء لا يمتّ للإنسانية بصلة لزوجين عجوزين وعائلتهما؟ أنا لا أفهم كيف أنّ العالم لا يزال صامتًا أمام هذه الأعمال الوحشية”.
بدأت مأساة صدد في 21 تشرين الأول عندما اجتاحها الثوّار وعذّبوا أهلها، هي من تعرف باللغة الآرامية لغة يسوع المسيح المحكية والتي تضمّ أكثر من 14 كنيسةمن بينها كنيسة القديس ثيودوروس للسريان الأرثوذكس والتي استخدمها الثوّار من أجل القيام بالأعمال الإجرامية وتدنيسها.
في الشهر الفائت، قام البطريرك غريغوريوس بزيارة المملكة المتحدة داعيًا للسلام في سوريا والعمل من أجل المسيحيين المضطهدين هناك ويوم الخميس 7 تشرين الثاني زار أوغسبورغ في ألمانيا من أجل التحدّث عن الأوضاع الراهنة في سوريا وذلك من تنظيم عون الكنيسة المتألّمة.