نواجه في الوقت الحالي ظاهرة تكاثر وانتشار الحركات والطوائف الدينية المتجددة وكل ما يدور في العالم يشير إلى أنّ هذه الظاهرة ستزيد أكثر فأكثر في مجتمعاتنا. في العام 1995 بيّنت دراسة إحصائية أنّ مجموعة الطوائف تصل إلى 200 طائفة وأما اليوم فإذا ما أقيمت هذه الدراسة نفسها لتؤكّد لنا أنّ عدد الطوائف أصبح يناهز 825 طائفة تقريبًا. فما هو سبب هذا التزايد؟
تشير هذه الظاهرة إلى “النسبية الثقافية” التي تتميّز بها الديانات المختلفة فمنها من يعاني سوء فهم الإيمان بالله ومنها من يقوم بارتجال الأفكار من دون أي تفكير بارتدادات هذا الفعل حتى بات عالمنا يعيش في سوبر ماركت الأديان وكلّ يغني على ليلاه فهذا يضيف شيئًا وذاك يفسّر شيئًا آخر لكي يتناسب مع أفكاره وظروفه. بالإضافة إلى كلّ ذلك، غالبًا ما نجد أنّ أول من ينتسب إلى مجموعات مثيلة هم الأشخاص الضعفاء أي الذي يشعرون بالوحدة والاستبعاد فيجدون بانتسابهم إلى هكذا مجموعات الحماية والرعاية التي افتقدوا إليهما في المجتمع بغض النظر عن الأفكار المطروحة في حركة ما.
فما الذي يدفعهم إلى الابتعاد عن تعاليم الكنيسة التي يلفّها الروح القدس بمواهبه وثماره؟ وكيف لهم أن يضلّوا عن طريق الإيمان القويم؟ يقول العديد بإننا نعيش في “مجتمع علماني” ولكن لا يمكن لأي شيء أن يوقف هذا التوق والتعطش الكبيرين إلى الله هو من يتواجد في قلب كل إنسان. وبما أنّ طريق الإيمان القويم بنظرهم صعبًا ويتطلّب تقبّل الآخر والمشاركة الجماعية فيبحثون عن طرق تتناسب مع ظروفهم.
إنّ الحركات والطوائف الدينية الجديدة تظهر بشكل مستمر ولكن سرعان ما تختفي إذ لم يتم بناؤها على أساس الصخر إنما يبقى دورنا أساسيًا وضروريًا من أجل التفكير مع الكنيسة ووإعلان حقيقة الإنجيل بمحبة من أجل إزالة حواجز سوء التفاهم التي تولّد ديانات جديدة باستمرار.