أصدرت لوسيرفاتوري رومانو رسالة وجّهها البابا فرنسيس إلى البطريرك فؤاد طوال بطريرك القدس للاتين لمناسبة ختام سنة الإيمان في الأراضي المقدسة التي تمّ الاحتفال بها في 17 تشرين الثاني الفائت في الناصرة. توجّه البابا فرنسيس في هذه الرسالة إلى كلّ المسيحيين القاطنين في الأراضي المقدسة واعتبرهم “حرّاس” الأمكنة المقدّسة حيث “تاريخ الإيمان يجد جذوره فيها”. فأشار إلى أنّ في هذه الأراضي عاش يسوع الأفراح والعذابات وواجه كلّ مصاعب الحياة البشرية وبشّر بالمحبة: “هناك وهبنا نعمة آلامه وموته وقيامته وضمان الحياة الأبدية”.
أكّد البابا لمسيحيي الأراضي المقدسة بأنّه “قريب روحيًا منهم” وبأنه يصلّي من أجلهم “حتى يكون هذا الاحتفال شاهدًا على إيمانهم ويغذّيه ويدعو الآخرين إلى الالتقاء بيسوع المسيح”. وذكّرهم بأنّ هذه السنة كانت مناسبة من أجل “التفكير من جديد حول سرّ الإيمان وقداسة الله التي شاركها مع الإنسان من خلال يسوع المسيح”. وركّز البابا على أهمية المكان المميّز الذي تتحلّى به الأراضي المقدسة وفيه “يجد الإيمان جذوره وأشار إلى أنّ على “المسيحي أن يميل نحو الأزمان والأمكنة حيث مرّ يسوع” بين الناس.
وشدّد البابا على أنّ يسوع علّم تلاميذه وأتباعه في هذه الأمكنة وعاش الأفراح والعذابات وواجه كلّ صعوبات الحياة الإنسانية وتحدّث بالمحبة. وهناك بيّن نعمة آلامه وموته وقيامته وأكّد على الحياة الأبدية”.
وختم البابا بأنّه يقدّر كثيرًا وفاءهم من أجل “حماية الأراضي المقدسة” و”شهادتهم المستمرّة من أجل إعلان الإنجيل” وأثنى على “إيمانهم العميق” و”مواظبتهم” وحفّزهم على أن يكونوا دائمًا “شهود سلام وفرح ورحمة الله”. وطمأنهم بأنه يصلّي دائمًا من أجلهم وتمنى “أن تكون خبرتهم في الأراضي القدسة مناسبة للالتقاء بيسوع المسيح وأن يعّمقوا حبّهم له ولكنيسته”.
وأضاف البابا: “أنا أصلي من أجل أن تنمو رغبتكم بمعرفة يسوع أكثر وأن يصبح حبّكم له أعمق وأعمق. وأصلّي من أجل أن تستطيعوا أن تشاركوا نعمة الإيمان بحماسة أكبر دائمًا من خلال حمل النعم والبركات لعائلاتكم وجماعاتكم والعالم أجمع”.