“آه، كم أرغب بكنيسة فقيرة وللفقراء” هذه من كلمات البابا فرنسيس بعد أيام من انتخابه معبّرًا عن ولعه بالفقراء وبالأكثر حاجة. لم يتردد البابا أن يتابع الرسالة التي كان قد بدأ بها يوم كان رئيس أساقفة بيونس آيرس بالتجوال في الشوارع ليلاً سرًا باحثًا عن الفقراء واصفًا نفسه “كاهن شوارع”. وعندما سُئل يومًا المونسنيور كونراد درايوسكي الممثّل الشخصي للبابا وهو المكلّف بالبحث عن الفقراء، عما إذا كان يرافقه البابا في مهمّته، ابتسم سرًا وتهرّب من الإجابة. لم يفوّت البابا فرصة الخروج إلى الشوارع من أجل البحث عن الفقراء إلى أن طلبت منه السلطات الفاتيكانية بتوخي الحذر إذ إنّ هذه المسألة تشكّل خطرًا عليه.
يُذكر أن كتبت مرّة امرأة عجوز للبابا بأنه سرق منها 54 يورو وسرعان ما حوّل البابا هذه الرسالة إلى ممثله الشخصي وأرسل لها مبلغ 200 يورو. كذلك، دعا البابا عائلة تعاني ابنتها من مرض وهي بالغة من العمر 18 شهرًا، لتمضية ليلة في دار القديسة مارتا لتعزيتهم وطلب في مقابلته العامة في الغد من الجميع أن يصلّوا من أجلها.
إنما لم يكتفِ بذلك، فهو دائمًا ما يصرّ على ممثله الشخصي المونسنيور كونراد درايوسكي أن يبحث عن الفقراء وأن يحادثهم وأن يشتري لهم ما يأكلون قائلاً: “هذا ما يريده مني البابا أن أقوم به حتى أنه قال لي منذ البداية: “يمكنك أن تبيع مكتبك فأنت لست بحاجة إليه. عليك أن تخرج من الفاتيكان. لا تنتظر أن يأتي الناس إلى مكتبك ليقرعوا بابك. عليك أن تخرج وتبحث أنت عن الفقراء”.