الفصل الخامس والأخير من الإرشاد الرسولي “فرح الإنجيل” للبابا فرنسيس يحمل عنوان “مبشرون بالروح”. ويشرح البابا في مطلع الفصل أن المبشرين بالروح هم المبشرين الذين ينفتحون دون وجل على عمل الروح القدس. ففي العنصرة يجعل الروحُ الرسلَ يخرجون من ذواتهم ويحولهم إلى معلنين لعظائم الله”. ويفيض الروح القدس في المبشرين شجاعة البشارة. ويود الفصل الأخير من الإرشاد الرسولي أن يقدم “بعض الخواطر بشأن روح التبشير الجديد”.
“التبشير بالروح هو تبشير بالروح القدس، لأن روح الرب هو نفس الكنيسة المبشرة”
التبشير والصلاة
ويذكر البابا في مطلع هذا الفصل أن التبشير بالروح يعني أن المبشرين هم رجال ونساء صلاة وعمل في آن. “فمن وجهة التبشير، لا تكفي الاقتراحات الصوفية دون التزام اجتماعي وإرسالي، وكذلك لا تكفي الممارسات الاجتماعية والرعوية دون روحانية تغير القلب”. فالاقتراحات المجتزئة تقسم الجماعة إلى مجموعات صغيرة لا تملك القوة الكافية للولوج إلى عمق الإنجيل.
ويشرح الأب الأقدس أنه “من دون أوقات مطولة من السجود للقربان المقدس، من اللقاءات المصلية لكلمة الله، ومن الحوار الصادق مع الرب، تُفرَغ المهام من معناها، نضعف بسبب التعب والمصاعب وينطفئ الشغف”، مؤكدًا أنه “لا يمكن للكنيسة أن تستغني عن رئة الصلاة”.
ولكن الحياة المسيحية لا يجب أن تضحي بالمقابل مجرد خبرة حميمية فارغة. ولذا فالسر في الحياة الروحية السلمية هو الوصول إلى الاعتدال والتكامل.
أما في ما يتعلق بالدافع الأول للتبشير فالبابا يقول دون تردد أن ما يدفعنا هو حب الرب. فأي حب لا يشعر بضرورة الحديث عن المحبوب، عن التعريف عنه؟ وإذا كنا لا نشعر بضرورة الحديث عن الرب، يجب علينا أن نتوقف في الصلاة لكي نسأله بأن يعود فيخلب قلوبنا.
“الدافع الأفضل لكي نقرر التبشير بالإنجيل هو تأمله بحب، التوقف في صفحاته وقراءته من كل قلبنا”.
كل حياة يسوع هي ثمينة لنا والتوقف للتأمل فيها يخاطب حياتنا ويحولها. الآخرون هم بحاجة إليه حتى عندما لا يعرفونه بعد. “أحيانًا نفقد حماسة البشرى لأننا ننسى أن الإنجيل يجب على أعمق حاجات الأشخاص، وأننا خُلقنا لما يعرضه الإنجيل علينا: الصداقة مع يسوع والحب الأخوي”.