صارَ ما نحنُ ، لكي يجعلنا ما هو ..

الطـــــفل المولود .. هو كلمة الله…. تؤكد صلوات عيد الميلاد أن ميلاد يسوع المسيح ، هو ميلاد كلمة الله المتجسد.. وهي لا تُفهم لفظة “كلمة الله” بمعناها المجازيّ كأنّ يسوع هو مجرّد انسانا تلقّى كلمة الله لينقلها الى الناس على غرار الانبياء… فالنبيّ عندما يتكلّم ، لا يعلّم تعاليمه الخاصّة بل ينقلُ للناس إرادة الله .. ويبدأ دومًا نبوءاته بقوله : هكذا يقول الرب .. هكذا يقول الله”..”

Share this Entry

إنّه في كل نبوءاته وتعاليمه ، يوصل الى الناس أقوال الله وكلامه. لكن يسوع المسيح ، هو كلمة الله الحيّة ، هو ذاته الكلام النهائيّ عن الله ؛ هو نبيّ أيضا لكنه أكثر من نبيّ : ههنا أعظم من يونان، ههُنا أعظمُ من سليمان ، فإتحاد الكلمة بهذا الجسد الإنسان يسوع الناصري ، هو اتحاد حقيقيّ .. أي لم يتّحد الجسد بالكلمة اتحادا ظاهرا فقط.. بل إنّ الكلمة (المعنى واللوغس الالهيّ  ، صار هو جسدًا حقيقيّا وبشرًا حقيقيّا) رافعًا هذا التُراب الى مستوى الالوهيّة لتقديسه وتمجيده .

ويقول آباء الكنيسة ، أنه لمحبّته اللامتناهية ، قد صارَ ما نحنُ لكي يجعلنا تمامًا ما هو . هذه الفكرة عن الآباء وخاصة القديس ايريناوس، هي على صلة بنظريّة الجمع تحت رأس واحد ، القائلة بأنّ المسيح يمثلُ حصيلة وذروة تاريخ البشريّة بأجمعه. وهو يكرّر في جسده وفي حياته على الأرض.. جمــــــيع أطوار نموّ البـــــشرية، بدءا بمرحلة الطفولة واستكمالا بسنّ النضح حتى التألق التامّ.. أي حتى الله.

Share this Entry

عدي توما

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير