"عش كل يوم وكأنك ستموت شهيدًا اليوم!"

شهيد الأخوة الشاملة شارل دو فوكو

Share this Entry

الأخ شارل دو فوكو هو إحدى أكبر الشخصيات الروحية في القرن العشرين. صُوَرُه قبل الارتداد وبعده تتكلم لذاتها (شاهد الصور على صفحتنا على فايسبوك: www.facebook.com/zenitarabic). فقبل الارتداد ترشح من صوره معالم ضياع داخلي وضجيج فوضى حياة كئيبة لم تجد طريقها بعد. أما بعد الارتداد فقد تحول ذلك الجندي الداكن إلى طفل يشع بنور باطني يصعب رفع النظر عنه، تحول إلى “أخ شامل” ينشر رسالة حب المسيح ببساطة، بمجانية وبتخفٍ مذهل.

ولد شارل في ستراسبورغ في عام 1858 وبعد مراهقة عكرة انخرط في السلك العسكري الفرنسي. في عمر 28 سنة اكتشف الإيمان بعد سنوات من الإلحاد. ولدى اكتشافه لوجود الله قال: “بعد أن بدأتُ بالإيمان بالله، أدركت أنه لم يعد يمكنني العيش إلا له وحده”.

دخل الحياة النسكية لدى الترابيست، ولكن رغبته بالاقتداء بفقر أكثر جذرية دفعه للتخلي عن خياره وللقيام بحج كفقير إلى الأراضي المقدسة للتأمل بسر التجسد في الناصرة وبيت لحم. هناك فهم أن دعوته تمر بالتجرد الكامل وإخلاء الذات التام.

بعد ذلك توجه إلى الصحارى الجزائرية لكي يكون إلى جانب الطوارج كأخ شامل، يُسهم في تحرير العبيد. يقف مواقف شجاعة إلى جانب الجزائريين وإخوته المسلمين في ظل الاستعمار الفرنسي.

إلا أن فتىً مسلمًا قتله بينما كان يصلي بصمت وحب أمام سر القربان المقدس الذي خطف قلبه منذ لقائه الأول به بعد التوبة.

لم يأت مقتله، الذي لا معنى له بشريًا، بلا معنى أو بلا إستعداد روحي. فهو الذي كان يقول: “عش كل يوم وكأنك ستموت شهيدًا اليوم!”.

كتاباته الروحية كثيرة جدًا، ورغم أنه لم يؤسس أية جماعة، فقد ولدت أكثر من جماعة انطلاقًا من خصب روحانيته المشبعة بالإنجيل.

في روحانيته، روحانية إخلاء الذات المسيحانية، يعلم شارل دو فوكو التجرد الكامل لإبقاء القلب حرًا للمحبوب السماوي:

“فلنكن نبيهين، فلنكن حذرين ألا نعلّق قلبنا بأي شيء مخلوق، مهما كان، وبأي شيء مادي، أو روحي، بأي جسد أو نفس… فلنخلِ ذواتنا، فلنخلِ قلبنا من كل ما ليس الواحد الضروري! لا يكونن لنا كنز إلا الله وحده… فليكن كنزنا الوحيد الله، في الله، ولأجل الله!… هو وحده! فلنخل ذواتنا من كل شيء، كل شيء، كل شيء، كل المخلوقات، فلنتجرد من كل شيء، حتى من الخيرات الروحية، حتى من نعم الله عينها!… لكي نتمكن من الامتلاء بالله وحده…”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير