كلمة الفصح تأتي من الأصل فشخ أي عبر وأنتقل من حالة إلى أخرى، وهنا من الموت إلى الحياة، من حالة الخطيئة والخصام إلى حالة النعمة والمصالحة. الصوم، الصلاة والصدقة التي تسبق فترة أسبوع الآلم وعيد الفصح هي فترة تحضرية يتخللها التوبة والصلاة والإبتهال إلى الله تعالى أن يغفر لنا ذنوبنا وخطايانا التي أقترفنها عن جهل أو عن معرفة، بالفكر أو بالفعل.
ليس هناك أي إنسان مستثنى من محبة الله ورحمته الواسعة، ولكن الشرط الوحيد أن يتواضع الإنسان ويعترف بخطيئته ويطلب الصفح والغفران من الله أولاً ومن ثم من الإنسان الذي أساء إليه.
لا تستجاب وتقبل الصلوات في هذا العيد، إذا كانت فقط مجرد تمتمة كلمات من دون أن تخرج من قلب نقي طاهر، فيجب قبل أن تتقدم للصلاة أن تتصالح مع أخيك الإنسان ومن ثم تتوجه إلى الله، فلا يمكن أن تقول أني أحب الله الذي لا تراه وأنت تكره الإنسان الذي تراه. فالإيمان يجب أن يرتبط بالإعمال الصالحة.
عيد القيامة هو مناسبة لكي نعود إلى الحب والتواضع والبساطة والتواصل مع الكل بقلب طاهر كالأطفال. والسيد المسيح له المجد غسل أرجل تلاميذه لكي يعلمهم ويكون لهم قدوة في أن الأكبر بينهم هو من يخدم الآخرين ويبذل نفسه عنهم. وقداسة البابا فرنسيس هو أكبر مثال لنا في التواضع ومحبة القريب، حيث تخلى عن المظاهر الخارجية بالرغم من أنه أعلى سلطة بالكنيسة الكاثوليكية، وذهب ليلتقي ويساعد أبسط الناس وأفقرهم.
في هذة المناسبة نقول إنِّ العيد في الأردن عيدين، عيد الفصح، وعيد في الرابع والعشرين من الشهرالقادم حيث سيلتقي قداسة البابا بجلالة الملك عبد الله الثاني وبالحكومة والشعب الأردني.
كل عام وأنتم بخير والأردن والوطن العربي ينعم بالسلام والمحبة والوحدة.
* * *
الأب بسام شحاتيت هو النائب الأسقفي العام لمطرانية الروم الكاثوليك