في هذا الأحد الذي يختتم ثمانية الفصح، والذي أراد “القديس يوحنا بولس الثاني” أن يكرسه للرحمة الإلهية تأمل البابا فرنسيس بمطلع عظته – بمناسبة إعلان قداسة يوحنا الثالث والعشرين ويوحنا بولس الثاني – بنص الإنجيل الذي يتحدث عن ظهورين ليسوع القائم من الموت، في الأول توما لم يكن موجودًا مع التلاميذ، وعندما أخبروه بما جرى، قال أنه إذا لم يره ويضع يديه في جراحه لن يؤمن. وفي الظهور الثاني يعتلن يسوع أمام توما، الذي يهتف إيمانه: “ربي وإلهي”.
وعلق البابا على الإنجيل قائلاً أن جراح يسوع هي عثرة الإيمان ولكنها أيضًا برهان الإيمان. جراح المسيح هي علامة محبة الله لنا وهي لا غنى عنها لكي نؤمن بالله، لا لكي نؤمن بوجود الله، بل لنؤمن أن الله محبة، رحمة وأمانة.
وذكر الأب الأقدس ان القديسين يوحنا الثالث والعشرون ويوحنا بولس الثاني تمتعا بشجاعة النظر إلى جراح يسوع. لم يخجلا من تجسد الله، ولم يخجلا من جسد الإخوة، لأنهما رأيا في كل إنسان وجه المسيح.
كانا رجلين شجاعين، مليئين بغيرة الروح القدس وشجاعته. كانا كاهنين وبابوين من القرن العشرين. عرفوا مآسيه ولكن هذه لم تحملهم إلى اليأس. فأقوى من كل ذلك كان إيمانهما بالله وثقتهما بأمه.
الرجاء والفرح اللذان وهبهما يسوع لتلاميذه واللذان لا يستطيع أحد أن ينزعهما. هذان كانا رجاء وفرح البابوين القديسين اللذين تلقياهما من المسيح القائم من الموت ووزعاهما على الناس.