لماذا نتحدث عن "انتقال" وليس عن "صعود" العذراء؟

على عكس ابنها يسوع : مريم “لم ترتفع الى السماء بقوتها الخاصة” ، لذلك الكنيسة لا تتحدث عن ” صعود” مريم إنما ” انتقالها ” بفعل سلطة و نعمة المسيح ابنها وربها… ولكن “فصح مريم” هذا : يبقى أيقونة مجد و فرح بيسوع المسيح تنتظر كل فردٍ منا قَبِل الخلاص و عمل له.

Share this Entry

بالحقيقة أن سر إنتقال العذراء يذكرنا أن قيامة المسيح ليست غاية في حد ذاتها. فالرب لم يقم لمجرد إثبات أن الله يستطيع أن يغلب الموت، إنما بالأكثر حتى يتسنى لنا، كبشر، أن نقوم معه مكتملي الإنسانية و متمتعي بأمجاد الآباد!!
نعمة مريم اليوم هي نعمة كل مؤمن عندما يحين الوقت. انها تكمل لنا صورة الفداء : فالأم السماوية هي الرابط الأكمل بين الله الذي يعطي النعمة والمخلوق الذي يتلقاها!!

في قيامة يسوع، مريم تلقت وعد انتصارها على الموت. ولكن طبعا هذا الانتصار لن تختبره بالكامل إلاّ عندما ينصرها الرب على موتها و ينقلها الى سماه.و في مقاربة مشابهة، نحن نعيش ما يسميه البعض ب “الآن وليس بعد”:
فالرب قام ومريم إختبرت قيامته و يمكننا أن نلمس من خلالها نعمة الرب في حياة التلميذ…. و لكن: علينا انتظار موتنا الشخصي لكي نختبر هذا النصر الرباني. وهنا التحدي الذي يواجهنا و كثيراً ما ندعه يهزمنا : إنه الخوف !!!

فتأتي مريم تشددنا: نراها وقد وثقت بالله، ليكون انتقالها تتويجاً لحالة الثقة هذه التي غلبت كل ألم عانته في حياتها على الأرض .
و ها هي تقول لقلوبنا الخائفة التي تئن تحت نير أنواع الموت و الإضطهاد :
أن انتقالها يمكن أن يكون انتقالنا نحن أيضاً، حين ندخل بطاعة “نَعَم” ها الشهيرة. وستأتي اللحظة التي سننظر فيها إلى الوراء بفرح نقي و سوف نضحك على الموت فيما ننتقل من مجد الى آخر في ملكوت الحبّ الأبدي.

يُقال أن كثيرين من المشككين في عقيدة الإنتقال ، جهدوا بالبحث عن ما قد يكون دليلا على وجود بقايا عظام للعذراء … من دون جدوى طبعاً!!
اليوم، نقول لهم بكثير من المحبة: توقفوا عن البحث عن مريم، فقد تم العثور عليها كاملة :
إنها في قلب الكنيسة الأم!!!

Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير