رسالة البطريرك الماروني لمناسبة الذكرى الثانية لتطبيق مقررات المجمع البطريركي الماروني

بكركي، 8 أكتوبر 2007 (zenit.org). – ننشر في ما يلي الرسالة التي وجهها البطريرك الماروني الكردينال مار نصرالله بطرس صفير هذا الاثنين بمناسبة الذكرى الثانية لتطبيق مقررات المجمع البطريركي الماروني.

Share this Entry

أطلعنا في حزيران الماضي، في ختام رياضتنا السنوية مع اخوتنا السادة الأساقفة، على مسيرة تطبيق مجمعنا البطريركي، وسررنا للجهد الذي بذل في الأبرشيات والرعايا والرهبانيات وفي مختلف المؤسسات التربوية من مدارس وجامعات ودور تنشئة، وتركزت الجهود على تقبل نصوص الملف الأول ودرسها ولا سيما انها تعالج موضوع هويتنا ودعوتها ورسالتها وانتشارها، كما على تقبل النصوص التي تعالج القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وجرت محاولات لتطبيق التوصيات والاقتراحات الواردة فيها، وفقا للروزنامة التي وزعتها أمانة المجمع ، وانطلقت ورشات عمل متعددة من وحي التوصيات، لأن نجاح المجمع ، كما ذكرنا اكثر من مرة، هو في تطبيقه، لئلا يبقى حبرا على ورق.

ونود في هذه السنة الثانية من مسيرة التطبيق ان نستحث منكم الهمم حتى تتابعوا ما بدأتموه، وان تفيدوا من الخبرات والمبادرات الناجحة حتى نعمل معا لما فيه خير كنيستنا.

وتركز روزنامة هذه السنة على المف الثاني الذي يتناول التجدد الراعوي والروحي على مستوى الهيكليات الكنسية من بطريركية وأبرشية ورعية، وعلى مستوى الأشخاص: الاكليروس والرهبان والعلمانيين، وعلى مستوى العائلة والشبيبة.

ولا يغيب عن بالنا ان التجدد هدف اساسي من أهداف المجمع لأن المؤسسات الكنسية تحتاج الى نهضة حتى يتناسق أداؤها مع الغايات التي أنشئت من أجلها، وحتى يزاح عنها ما لا يتلاءم وطبيعتها، انما الأهم هو تجدد الأشخاص لأنهم هم الذين يديرون هذه المؤسسات ويشرفون عليها من جهة، ومن جهة ثانية لأن الاشخاص، اذا ما اخضعوا ذواتهم وأعمالهم لتوجيهات الروح القدس، يستطيعون ان يعكسوا وجه المسيح ويكونوا له خداما صالحين في بنيان ملكوته، وما أحوجنا اليوم الى ان نتجند جميعنا وفي أي موقع كنا لنكون شهودا أوفياء لانجيل المسيح ولتعاليم الكنيسة لأن السيد المسيح يتكل علينا لنكون نور العالم والخميرة الصالحة فيه، ولا يمكن ان نكون نورا اذا لم نكن متحدين بالمسيح القائل: أنا نور العالم، انا الطريق والحق والحياة”.

واذا ما انخرطنا جميعا في ورشة التجدد هذه، نكتشف هويتنا الحق ونلقي عنا الخوف ونتقوى بالرجاء، ونعيش رسالتنا بالرغم مما يحيط بنا من صعوبات.
لذلك ندعوكم أيها الأبناء والبنات الأحباء الى التجاوب العميق مع منهجية العمل المعتمدة التي توزعها الأمانة العامة للمجمع، وقد أطلعتنا عليها، ونود أن نلفت انتباهكم الى بعض ما ورد فيها تحقيقا لنجاحها:

انشاء لجان مجمعية على مستوى الأبرشية والرهبانية والرعية لتسهر على مسيرة التطبيق

أهمية دور الكهنة والرهبان والراهبات في درس النصوص والتوصيات وايصالها الى المؤمنين.

توزيع كتيبات النصوص على الحركات والمنظمات الرسولية لاعتمادها في برامج اجتماعاتهم.

المواكبة الروحية وبخاصة بتلاوة صلاة تطبيق المجمع في قداس الأحد بعد المناولة شكرا للرب على نعمه والتزاما بالمسيرة المجمعية.

ان هذا المجهود الجماعي، اذا ما تعمم في كل الأبرشيات المارونية، هنا وفي بلدان الانتشار، يرسخنا في أصالتنا المارونية ويفسح لنا في المجال حتى ننظر الى المستقبل بثقة ورجاء، مستشفعين العذراء مريم وقديسينا ، ومستلهمين ثوابت ايماننا وكنيستنا.

واننا نتوجه بنوع خاص الى الشبيية التي هي مستقبل الكنيسة والوطن في آن، وندعوكم أيها الأحباء الى ترسيخ ايمانكم والتنبه الى الدور الذي يمكنكم ان تقوموا به لاستثمار طاقاتكم في بناء مجتمع سليم متضامن تغلبون فيه المصلحة العامة والقيم العائلية على كل المصالح الفئوية التي ترفق وتشرذم، ولكم في عائلاتكم الموطدة على المحبة والخدمة والتفاني خير عضد ومعين لتتجاوزا الصعوبات الراهنة، وتبنوا لكم مستقبلا يفتح أمامكم أبواب الأمل والرجاء. ان لكم في تاريخكم وتاريخ كنيستكم ما يحملكم على التشبث بالوطن الذي بنيناه مع سائر اللبنانيين، ولمتابعة حمل الرسالة التي انتدبنا لها الرب، فلا تستسملوا لليأس ولا تصغوا الى المنادين بالتخويف والتهميش، لأن ذلك يتناقض مع جوهر ايماننا وكيان لبنان، واننا على يقين بأن انخراطكم في المؤسسات والحركات الرعوية يتيح لكم فرصة التلاقي والعمل معا من وحي ايمانكم والتزامكم الكنسي والوطني.

واننا اذ نشكر لكل العاملين في ورشة المجمع جهودهم، سواء أكان على صعيد الأمانة العامة أم في مختلف اللجان، نستمطر عليكم جميعا نعم الرب وبركاته

 

 

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير